سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التغيرات المناخية ترهن الأمن الغذائي في الجزائر...إطلاق مشروع برج الطاقة الشمسية بولاية غرداية قريبا 8 ولايات في الهضاب العليا مهددة بالإنجراف وانزلاق التربة
حذر المدير العام للوكالة الوطنية للأبحاث في التغيرات المناخية، كمال مصطفى قارة، من تأثير التغيرات المناخية على الأمن الغذائي في الجزائر والبلدان الإفريقية، مؤكدا أن الاحتياجات السنوية للبلاد من الغذاء تقدر ب 120 مليون قنطار من الحبوب و40 مليون رأس غنم و3 ملايين رأس أبقار والتي تهددها الانعكاسات الخطيرة لظاهرة الاحتباس الحراري والجفاف والتلوث. وأوضح المدير العام للوكالة الوطنية للأبحاث في التغيرات المناخية خلال تنشيطه، أمس، لمنتدى جريدة "المجاهد" أن الأمن الغذائي للجزائر في خطر بفعل تفشي أزمات عديدة حددها في الأزمة المالية والأزمة الطاقوية والأزمة المناخية، هذه الأخيرة تعد حاليا الأشد خطورة على حياة جميع الكائنات الحية بالجزائر والقارة الإفريقية. وأوضح ذات المتحدث أنه خلال العشر سنوات القادمة وبفعل تحول النمط الاستهلاكي لأكبر البلدان المصنعة، والذي سيعتمد على الطاقات البديلة، ستجد البلدان المعتمدة على اقتصاد وصادرات النفط نفسها أمام أزمة حقيقية. ولتفادي تلك الانعكاسات، شدد ذات المسؤول على ضرورة الإسراع والتعجيل في تبني برامجا وخططا طويلة المدى لاستغلال الطاقة الشمسية والضوئية والتحول نحو نظام استخدام طاقوي نظيف بهدف مواكبة التطور الاقتصادي العالمي والتقليص من الآثار السلبية الناتجة عن استخدام النفط والغاز. وأكد ذات المتحدث أن العديد من البلدان كالصين وأستراليا والأرجنتين سجلت خلال هذه السنة فترات جفاف لم يشهدها العالم من قبل، فيما عرفت بلدان أخرى، وأهمها الجزائر، فيضانات خطيرة كالتي سجلتها ولايات غرداية، بشار وأدرار، والتي قال قارة إن خطورتها تكمن في هشاشة أصناف الأتربة بفعل التغيرات المناخية. وفي ذات الصدد، أشار إلى التقرير الأخير الصادر عن المعهد الوطني للتغيرات المناخية التابع للأمم المتحدة والذي كشف أن 8 ولايات على مستوى الهضاب مهددة بانجراف التربة بعد تساقط الأمطار، مما يستدعي التعجيل في تطبيق برامج خاصة للوقاية من خطر الإنجراف خاصة في ظل تسارع التغيرات المناخية، فضلا عن الخطر الذي يهدد الإنتاج الفلاحي بهذه المناطق بفعل تغير مستويات التربة. إضافة إلى ذلك، حذر المتحدث من ظاهرة هجرة سكان إفريقيا نحو البلدان الشمالية للقارة، مع العلم أن هذه الأخيرة تحتوي حاليا على 900 مليون نسمة، وأن الجزائر ستحصي 45 مليون ساكن آفاق 2025. وفي ذات السياق، قال مصطفى قارة إنه على الجزائر والقارة الإفريقية ككل الشروع في تفعيل برامج إعادة تهيئة "المناطق المائية" والتوجه نحو استخدام الوقود الحيوي انطلاقا من استغلال أصناف نباتية متنوعة كالذرة والصويا والتي يمكن استخدامها كوقود في مجال الطيران. من جانبه، أكد الباحث والمكلف بالتعاون على مستوى وزارة البيئة وتهيئة الإقليم والبيئة، مصطفى مقيدش، على دور الجزائر في تفعيل بروتوكول كيوتو الخاص بحماية البيئة، وكذا تطبيق النتائج التي خرجت بها الندوة الإفريقية حول البيئة التي احتضنتها بلادنا، شهر نوفمبر الماضي، والتي كان من بين توصياتها وضع خارطة طريق لتفعيل برامج الدولية للوقاية من تأثير التغيرات. وأكد ذات المتحدث على الثروات الهائلة من الطاقة الشمسية والضوئية التي تتوفر عليها صحراء الجزائر والتي لا تزال غير مستغلة، وذلك في انتظار -يضيف ذات المتحدث- إطلاق مشروع برج الطاقة الشمسية بولاية غرداية، والذي يشهد حاليا تحضيرات كثيفة لدخوله حيز التنفيد مما سيساهم بشكل كبير في دعم قطاعات حيوية وتوفير مناصب شغل جديدة.