قد لا يخفى عن المواطن الجزائري البسيط المتبضع في الأسواق الشعبية والجوارية، الارتفاع الكبير في الأسعار منذ نهاية أيام شعبان، وحتى أيامنا هذه من رمضان، بالرغم من استقرارها بعد انخفاض شكلي لها مع بداية الأسبوع الثاني للشهر الفضيل. مضاربات وازدحام شديد على طاولات البيع، أدى بالجميع إلى التساؤل حول سبب هذه الزيادات التي أنهكت جيب المواطن. "الأمة العربية" حاولت التقرب من هذه الأجواء والتعرف على مسبباتها. من سوق "مارشي اثناش" ببلوزداد بالعاصمة، إلى سوق "بومعطي" بالحراش ومرورا بطاولات البيع ب "باش جراح"، تكاليف عالية للقفة الرمضانية استنزفت جيوب جميع القاصدين، حتى أنك لتجدهم يطوفون بين الطاولات يسألون عن سعر البطاطا، البصل أو الطماطم، عسى أن يجدوا أحدا يبيعها أقل من الآخرين ب 05 أو 10 دنانير، مبلغ قد يتمكنوا من توفيره لمقتنية أخرى، فرمضان في مطلع أسبوعه الثاني والدخول المدرسي على الأبواب والاقتصاد بقدر الإمكان أمر محتوم. السيد "نبيل" بائع خضر ببومعطي، قال لنا إننا بعد تساؤلنا حول سبب إرتفاع الأسعار الكبير منذ الأيام الأولى لرمضان واستقرارها مؤخرا في حدودها العليا، صرح لنا بأن الباعة لا حول لهم ولا قوة في هذه الارتفاعات الكبيرة إلا عند البعض من بعض الجشعين أو أصحاب المحلات، والذين عليهم تسديد أقساط الكراء والكهرباء، وأضاف إن هامش ربحنا ثابت، سواء في رمضان أو في غير رمضان. ولكن السبب الرئيسي في إرتفاع الأسعار، هم تجار الجملة الذين رفعوا في الأسعار بشكل ملفت، خصوصا فيما يتعلق بأسعار الخضر الضرورية والتي لا يتوانى المواطن في اقتنائها كالبطاطا، الطماطم وبعض الخضر التي تعد في غير موسمها. ومن جانبه، لم يتوان "حميد" ذو ال 25 ربيعا، وهو تاجر خضر ببومعطي، في تفسير هذه الزيادة لدى تجار الجملة قائلا "إن ازدياد عدد من الباعة الموسميين للخضر والفواكه مع شهر رمضان فقط، والذين دخلوا عملية البيع وهم لا يفقهون في تجارة الخضر والفواكه شيئا، إلى دخول أسواق الجملة التي تقع في ضواحي العاصمة أو شرائها مباشرة من عند الفلاحين في المناطق الفلاحية المجاورة، أوجدوا مضاربة رفعت الأسعار بشكل خيالي وفجائي، خاصة في أيام رمضان الأولى واستمرت هذه الأسعار بسبب جشع بعض تجار التجزئة وبعض باعة الجملة"، وقال هذا بالرغم من انخفاضها ببضعة دينارات مع بداية الأسبوع الثاني لرمضان واستقرار الوضع في ذلك . حقيقة استقرار في التهاب الأسعار بعد انخفاض طفيف لبعض الخضر والفواكه، لمسناه في مختلف أسواق العاصمة الشعبية والتي يقصدها آلاف المتبضعين. سعر البطاطا الخضرة الأكثر إستهلاكا لدى الجزائريين والتي لا تخلو منها الأطباق الرئيسية إستقرت أثمانها، لينتهك جيب المواطن في 45 دينارا جزائريا للكلغ الواحد، بينما سعر الطماطم فقد استقر في حدود ال 45 دينار، فيما بلغ سعر الكوسة حدود 25 دينار. بعض المواطنين من المتبضعين لم يخفوا علينا أن الأسعار العالية أنهكت جيب المواطن.. اللوبيا ماشطو ب 70 دينار والسلاطة ب 50 دينار وكذلك حال الجزر ب 60 دينار، أسعار رأت فيها السيدة "دلال" بأن المواطن البسيط لا يقدر على مجاراتها لشهر بأكمله قائلة: شهر رمضان لا يزال أيامه طويلة، والباعة لم يخفضوا الأسعار بشكل محسوس بالشكل الذي رفعوها به. أما السيد "سعيد"، فقد كشف لنا من جانبه بأن ارتفاع الأسعار يدفعه لاقتناء قفة رمضان كل يوم على حدة، وهذا ما يدفعه للدخول يوميا للسوق، فهو يجد انخفاضا في أسعار بعض الخضر والفواكه، ولكن الأمر لا يتجاوز 15 دينارا في أحسن الأحوال. في حين كان للبائع عبد الوهاب المتواجد بباش جراح رأي آخر، حيث صرح لنا بأن تهافت المواطنين وتدافعهم في بعض الحالات يوميا على شراء الخضر والفواكه، هو ما رفع الأسعار وجعلها تستقر في حدود ما هي عليه، برغم الانخفاض الطفيف، وهذا هو السوق وهذا قانونه، فلابد من عدم إلقاء اللوم على الباعة وفقط، فللزبون دور في رفع هذه الأسعار أيضا.