في تطور جديد للأزمة الدبلوماسية التي تشهدها طهران وأبوظبي، هاجمت بعنف تقارير إعلامية إيرانية رسمية، الإمارات العربية المتحدة، متهمة إياها بممارسة ضغوط غير مسبوقة ضد رعاياها الشيعة، بالتضييق عليهم ومطالبة بعضهم بمغادرة البلاد، إلى جانب إلغاء تأشيرات إقامة عدد من رجال الدين الشيعة، أو تأجيل تجديدها. وأفادت وسائل إعلامية إيرانية، أن الإيرانيين المقيمين في الإمارات، واجهوا مصاعب كثيرة خلال الأشهر الماضية من قبل المسؤولين الإماراتيين، كان من بينها إلغاء إقامة أحد علماء الدين الإيرانيين، الذي مضى على إقامته في الإمارات أکثر من 20 عاما، ويمارس نشاطاته في مسجد الإمام الحسين في دبي، إلى جانب تأخير تمديد إقامة ممثل المرشد الإيراني. كما أوضحت مصادر إيرانية، أن السلطات القضائية والأمنية في الإمارات، طلبت من بعض التجار والمستثمرين الإيرانيين مغادرة أراضيها خلال أسبوع، بعد أن ألغت إقامتهم، وقامت باحتجاز إيرانيين في مطاراتها وترحيلهم إلى إيران، مضيفة أن السلطات الإماراتية أبلغت المبعدين بأن القرارات صدرت على خلفية أمنية، مشيرة إلى أن معظمهم تلقى، قبل صدور قرار إبعاده، عرضاً بالعمل كمخبر لحساب الأجهزة الأمنية الإماراتية، بهدف جمع معلومات عن الجالية اللبنانية في الإمارات وعن حزب الله اللبناني، حسب ما ذكرته المصادر الإيرانية. وتأتي هذه الاتهامات، في ظل التوتر المتصاعد الذي يخيم على العلاقات بين طهران وأبوظبي، وذلك على خلفية احتجاز الإمارات لسفينة ذكرت بشأنها وسائل إعلامية، أنها تحمل أسلحة من كوريا الشمالية في اتجاه إيران، وهو الأمر الذي نفته طهران، واصفة تلك التقارير بأنها "ضجة إعلامية أثارتها وسائل إعلامية صهيونية، للتأثير على سير ونتائج تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وما ساهم بشكل مباشر في تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين إيران وأبوظبي، هو مغادرة السفير الإيراني السابق في الإمارات، حميد رضا آصفي، في نهاية أوت الماضي، عائدا إلى طهران دون تعيين خلف له، فضلا عن أن مساعده الذي أنهى مهام عمله في مارس الماضي، في حين تنتهي مهمة القنصل الإيراني في دبي، أواخر سبتمبر الحالي. كما أن قضية الجزر الثلاث أبوموسى، طنب الكبرى وطنب الصغرى، تعتبر المحور الأساسي للأزمة بين البلدين، إذ تعتبر الإمارات أن إيران تتواجد فيها بشكل غير شرعي، في حين تعتبر طهران الجزر الثلاث تابعة لها، فضلا عن أن الإمارات موجودة ضمن محور الاعتدال، المدعوم من طرف الغرب، على رأسه الولاياتالمتحدة.