نشط المخرج "كمال عطوش"، أول أمس، ندوة صحفية ببهو المسرح الوطني، قدم من خلالها المسرحية الجديدة لفرقة "النوارس" بالبليدة "قدر أوديب" والتي تم عرضها بنفس اليوم في معهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان. وقد أشار المخرج في بداية حديثه إلى الأبحاث المكثفة التي أجراها هو وطاقم المسرحية في البحث عن النص المناسب للأسطورة الإغريقية التي تعددت نصوصها وكتابها، إلا أنه وفّق في الأخير إلى اختيار نص الكاتب المصري توفيق الحكيم، الذي أضاف إليه بعض النقاط السيكولوجية الناتجة عن الأبحاث السابقة وتم تدقيقها لغويا على يد الأستاذ بوجمعة الوالي. وقد تم تناول المسرحية من جانبها النفسي أكثر من الأسطوري، حيث إن العرض -كما يقول مخرجها- هو حالة بسيكوجيناز على خشبة المسرح، فأوديب هي عقدة الأكذوبة المزدوجة في الوسط الكوني العصري، تتصارع فيه كل من إرادة الإنسان وإرادة المملوك، وشخصيات القصة هي وقائع تعيش في حالة هستيرية تؤمن بالأكذوبة وسرعان ما تقع في الحقيقة، لكن للأسف فبين الحقيقة والأكذوبة هناك خط رفيع تتحرك فيه إرادة خارج نطاق الإنسان وهو ما حاول المخرج إيصاله للجمهور من خلال مسرحيته. وتعود قصة أوديب إلى الأسطورة الإغريقية القديمة القائلة بوجود ملك أنبأ بأن طفله سيقتله عندما يكبر ويتزوج أمه وهو ما جعله يأمر بقتله، إلا أن القدر لم يسمح بذلك وجعل الرجل الذي أخذه يبيعه لأحد الملوك فتربى هناك إلى أن أصبح شابا، وذات مرة صادف مستبصرا فأخبره عن القدر الذي ينتظره منذ صغره ما دفع أوديب لترك البلد خوفا منه عن حياة من ظن أنه والده فرحل أوديب إلى بلد آخر لم يكن سوى بلده الحقيقي، وبعد مشاكل مع الملك قتله وتزوج الملكة التي لم تكن سوى أمه.