أكد المسرحي كمال عطوش، أن الأعمال المسرحية التي تهتم بعلم النفس قليلة جدا في الجزائر رغم أن المجتمع الجزائري بحاجة إلى مثل هذه العروض. وأضاف عطوش في الندوة الصحفية نشطها أمس، قبيل العرض الشرفي للمسرحية التي صممها وأخرجها تحت عنوان "قدر أوديب"، إلى أنه ركز في عمله -المقتبس عن نص توفيق الحكيم وعن رائعة سوفوكليس- على الجانب النفساني لشخصية أوديب التي كذبت عن نفسها وتصديق كذبته. وفي هذا السياق، أشار المتحدث إلى أنه يمكن إسقاط هذا العمل على الوقت الراهن باعتبار أن الكثيرين مازالوا يكذبون على أنفسهم بل ويصدقون أكاذيبهم، مضيفا أنه قدم هذه المسرحية بطريقة حديثة حتى يستميل الجمهور ويضفي على العرض نوعا من الواقعية، مع التركيز على الجانب السميولوجي للتأثير على نفسية المشاهد. وقال عطوش أنه لم يتعرض بصفة مفصلة لقصة زواج أوديب بأمه، بل تطرق إلى الجانب النفسي لأوديب وحتى إلى عمل هذه الشخصية في الحفاظ على أسرتها، واستطرد قائلا أن اقتباس مثل هذا العمل تطلب الكثير من المجهودات والبحث العلمي، وكذا مساعدة من طرف الأستاذ بوجمعة الوالي من جامعة البليدة، وكذا الاستعانة بخبرة أخصائيين نفسانيين. في إطار آخر أكد عطوش أهمية أن تكون هناك قراءات مختلفة للعمل المسرحي مما يشكل بارومتر حقيقي لنجاح المسرحية، مضيفا أن استعمال الفصحى من غيرها في العمل المسرحي لا يشكل أي عائقا، حتى انه يمكن عرض مسرحية فقط بلغة الإشارات. ويدخل هذا العرض الذي احتضن عرضه الشرفي أمس، المعهد الوطني لفنون العرض ببرج الكيفان، ضمن مشاريع وزارة الثقافة للسنة الفارطة، وهو من إنتاج فرقة "النوارس" للفنون الدرامية ببوقرة البليدة، وجمعية "نادي الإبداع الأدبي والفكري" بنفس المدينة، يشارك في تحرك شخصياته كل من عميروش رباط، بن عطية ليلى، يوسفي رشيد وغيرهم. ومن المنتظر أن يشارك في 27 مارس المقبل في بالمهرجان الدولي الجامعي لأغادير، كما سيقدم في عدة مناطق من الوطن على غرار المسيلة وإيليزي.