مفاعل بوشهر النووي الإيراني دخلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في معركة جديدة مع القوى الغربية بعد اعترافها ببناء مفاعل نووي ثان لتخصيب اليورانيوم ، حيث أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الجمعة أن إيران أبلغتها بذلك في رسالة بعثت بها في 21 سبتمبر إلى محمد البرادعي ، المدير العام للوكالة الذرية . واتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما طهران بإخفاء المفاعل لسنوات ، معتبرا أنه لا "يتناسب" مع برنامج نووي ،في حين طالبت كل من الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا من الوكالة الدولية بتفتيش المحطة الجديدة .. * * و ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما على علم بالتطور الحاصل وأن واشنطن كانت تتبع المشروع السري منذ سنوات وقرر أوباما الإعلان عن الأمر بعدما علمت طهران في الأسابيع الأخيرة أن وكالات مخابرات غربية "أمريكية وفرنسية" اخترقت السرية التي تلف الموقع الجديد . * وسارعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى التأكيد أن بناء إيران لمركز ثان لتخصيب اليورانيوم ، يشكل "انتهاكا خطيرا" لقرارات مجلس الأمن الدولي و"يعزز الشبهات" حول برنامجها النووي . وبدورها بريطانيا دعت إلى فرض أقسى العقوبات على هذه الدولة . * وجاء الإعلان عن "المفاجأة" الإيرانية قبل بدء اجتماعات قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ "شمال شرق" الولاياتالمتحدة بمشاركة زعماء الدول الكبرى الرائدة اقتصاديا . * كما جاء الإعلان بينما تستعد القوى الست الكبرى وإيران لمحادثات نادرة في أول أكتوبر . * وكشف المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، مارك فيدريكير أن الوكالة طلبت من إيران وقتها تزويدها بمعلومات محددة والسماح لها بزيارة المنشأة بالسرعة الممكنة من أجل تقييم متطلبات التحقق من الضوابط . كما قال نفس المتحدث أن الرسالة ذكرت أن مستوى التخصيب سيكون 5%" وهو مستوى منخفض للتخصيب وليس كافيا لدرجة تكفي لإنتاج مواد انشطارية تستخدم في صنع قنبلة ذرية. واضاف أيضا أن الوكالة فهمت كذلك من إيران انه لم يتم إدخال أية مواد نووية إلى المنشأة . * وسبق أن أكد مصدر إيراني مطلع لقناة "العالم" أن طهران أبلغت محمد البرادعي بوجود المحطة الثانية، مؤكدا خلوها من أي مواد محرمة وعدم تجاوزها للمعايير الدولية. * ويذكر أن إيران لم تكن تمتلك سوى منشأة واحدة عاملة لتخصيب اليورانيوم هي منشأة" نطنز" الواقعة تحت الأرض والخاضعة لمراقبة يومية من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية . * وتوقفت الجمهورية الإسلامية عن إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمعلومات المتقدمة عن تصميمات المواقع النووية العام الماضي ردا على عقوبات فرضتها عليها الأممالمتحدة . * وكان بعض الزعماء الغربيين قد خصصوا خطاباتهم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لمهاجمة الجمهورية الإسلامية ، وعلى رأس هؤلاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي تجاهل انتهاكاته وجرائمه ضد الفلسطينيين واعتبر أن " التحدي الأكثر إلحاحا أمام هذه منظمة الأممالمتحدة هو منع طهران من امتلاك أسلحة نووية". * وبدوره الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أبدى تشددا كبيرا اتجاه طهران ،حيث طالب بفرض "عقوبات كبيرة" في مجالي الطاقة والمال" على هذه الدولة قبل نهاية السنة إذا لم تغير سياستها في مجال الأسلحة النووية ..