وزير النقل عمار تو اكتشف فجأة أن تشديد العقوبات على السائقين التي وصلت إلى حد تقديمهم إلى لعدالة، ليست هي السبب الرئيس في حوادث المرور، وإنما المشكل أيضا في "أخلقة سلوكات السائقين "، يعني بالعربي " إعادة التربية للسائقين"، ولأن الردع وسحب رخصة السياقة وتغريم المخالفين لم تجد نفعا باعتراف المسؤول نفسه. فقد عاد الوزير للبحث عن طريقة أخرى وهي محاولة تربية السائقين ومحاولة إقناعهم أن الإفراط في السرعة ومخالفة قوانين المرور تؤدي إلى الموت وإلى الخطر، والمشكلة كما يعلمها الخاص والعام ليست في السائقين بقدر ما هي في الظروف التي تدفع السائقين إلى ارتكاب مخالفات، فسحب رخصة السواقة لا يطبق سوى على البسطاء، ولم نسمع أبدا أن إبن فلان الوزير سحبت رخصة سواقته، رغم أن في الأردن تسحب الشرطة رخص السواقة لوزراء، وكان على الوزير أن يضيف أمرا آخر وهو أخلقة التعامل مع السائق من طرف المصالح المعنية، وكان على الوزير أيضا أن يتطرق إلى تجديد وسائل النقل وإصلاح الطرقات وفك اختناق المرور، وماذا ينتظر الوزير من سائق يقطع 30 كلم في مدة 3 ساعات ؟ وبعملية حسابية بسيطة فإنه يقضي 3 أشهر في الطريق في ظرف سنة.. والملاحظ لطرقات العاصمة يستيقن أن البشر يكبرون ويشيخون داخل سيارتهم في انتظار ممل يدوم لساعات، والمشكلة يا وزير ليست في تشديد العقوبات ولا في أخلقة سلوك السائقين، أصل المشكلة يا وزير ، أنت أعرف بأصل المشكلة يا وزير .