انتفض مساء أول أمس سكان القرية الفلاحية بوظهر على الأوضاع المزرية التي يتواجدون عليها، وأقدموا على غلق الطريق الرابط بين مفر بلديتهم سي مصطفى وزموري احتجاجا على ما أسموه صمت السلطات إزاء معاناتهم اليومية مطالبين بضرورة توفير الأمن كأولوية تتبعها باقي المرافق التي تكاد تنعدم تماما في هذه القطعة المنسية من أرض الجزائر . احتج المئات من سكان فرية بوظهر على النقص الفادح في مختلف ضروريات الحياة الكريمة التي يتطلعون إليها على رأسها عدم توفر الأمن و العيش في الخوف باستمرار بحيث تبقى الجماعات الإرهابية المسلحة تترصد ضحاياها في ظل غياب ثكنات عسكرية ومعها مقرات الأمن الأخرى ، وأقدموا على غلق الطريق بواسطة العجلات المطاطية والمتاريس وجذوع الأشجار وكذا الأحجار وعمدوا إلى إشعال النيران بها لحرمان المارة من التنقل عبره ، مهددين بتصعيد الاحتجاج الذي بدؤوه في حدود الساعة السابعة من مساء أول أمس مؤكدين استمرارهم على تذمرهم إلى غاية حل المشكل الجوهري المثل في الأمن . وحسب السكان فإن القرية تحولت إلى جحيم بعدما قام المواطنين أواخر شهر رمضان الفارط بإلقاء القبض على الإرهابي "بويرة عز الدين " الذي حاول اغتيال أحد المواطنين ، فأضحوا هدفا أولا للجماعات الإرهابية المسلحة التي زادت من حقدها وأكدت في أكثر من مناسبة رغبتها في الانتقام من المواطنين . المواطنون لم يغفلوا عن الأوضاع المزرية والتي سببها نقص التغطية الأمنية في المنطقة مشيرين إلى التهميش الذي مورس عليهم من قبل السلطات وطالبوا من جملة مطالبهم بعد تأكيد حاجتهم إلى الأمن بتشييد مفرزة للحرس البلدي أو ثكنة متنقلة للجيش الوطني ضرورة تهيئة المراكز الموجودة والتي أغلقت في أكثرها وإعادة الاعتبار لهذه القرية التي أضحت الحياة فيها أقرب إلى البدائية منها إلى التحضر . من جهتها وعدت البلدية بالنظر في جملة المطالب التي رفعت اليها مؤكدة تسوية بعضها في القريب العاجل على غرار الإنارة العمومية ، والغاز الطبيعي وغيرها . للإشارة فان قرية بوظهر أنجبت أكثر من 27 إرهابيا في مقابل إعلان أزيد من 65 شخص رغبتهم في مقاومة العناصر المسلحة إلا أنهم أضحوا في الفترة الأخيرة هدفا للجماعات الإرهابية التي اغتالت منهم حوالي عشرة .