ربما يبدو العنوان غريبا جدا، مع احترامنا لرجال المطافئ الذين لا نقصدهم بالتأكيد، ولكننا نتحدث عن رجال إطفاء من نوع خاص، بدرجة والي أو "مير" أو مدير مثلا أو حتى وزير، الذين لا يسيرون الأزمات كم ينبغي أو كما يتطلبه الموقف، لأن الناس في البلديات مثلا، او في أماكن معينة في هذه البلاد، يطالبون بحقوقهم التي يكفلها القانون. كما حدث في دائرة من دوائر بجاية حين احتج الناس وأغلقوا الطريق بسبب غياب المياه الصالحة للشرب وكادت الأمور تنفلت إلى الأخطر، ليأتي بعدها المسؤولون المحليون هناك ليطلبوا من الناس التعقل واللجوء إلى الحوار، في تمثيل رجل مطافئ جاء ليضرم النار وليس لإخمادها، لأن قطع الطرق وإثارة الشغب بعد أزمة ماء دامت عقدا من الزمن تصير تحصيل حاصل بعد انسداد ليس شهورا وانما عقودا، والحوار بعدها يصير مجرد زيت يصب على النار، لأن الكل يدرك ان الحوار بعد انفلات الأمور هو اعتراف بالخطأ من طرف المسؤولين ولو بطريقة غير مباشرة، ومع الأسف الكثير من المسؤولين عندنا يحاولون أن يقدموا الحلول بعد فوات الأوان، أو كالذي يسجل هدفا بعد انتهاء صافرة الحكم، لذا محاولة تهدئة الأمور بعد انفلاتها يليق برجال يجدر أن نسميهم "رجال إشعال".