جدد وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم أول أمس مطلب الأسرة الثورية باعتراف فرنسا بالجرائم التي ارتكبتها في حق الجزائريين خلال فترة الاحتلال. وقال بلخادم إن ما ارتكبه الاحتلال الفرنسي من إبادة في حق الشعب الجزائري والتي مازال أثرها قائما إلى يومنا هذا -في اشارة منه إلى القنابل النووية بمنطقة رڤان بأدرار التي ماتزال إشعاعاتها تفتك بالشعب الجزائري- يتطلب منا الحرص على مطالبتها بضرورة الاعتذار عن جرائمها ومتابعتها من طرف المتضررين. ودعا بلخادم خلال إشرافه اول امس بقصر الثقافة مفدي زكريا على افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي التاسع للثورة التحريرية الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد، شباب الاستقلال إلى التمسك بمطلب الجزائر بإجبار فرنسا على الاعتراف بجرائمها والمواصلة في ''غرس حب الوطن في الناشئة''، معتبرا حب الوطن أمانة في أعناق كل واحد منا، على أساس انهم يمثلون الفئة المعوّل عليها لتألق هذا الوطن الذي سقيت أرضه بدماء الشهداء لتحريره، وكذا الحفاظ عليه بتقديم المزيد من الجهد والعطاء ''بعيدا عن الأنانيات وحب الاكتناز''. وهو المطلب الذي دعا إليه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فرنسا مرارًا للاعتراف بجرائمها التي اقترفتها خلال فترة الاحتلال للمساعدة على تحسين الروابط. الاسبوع الثقافي الذي اختير له شعار ''البعد الشعبي للثورة التحريرية'' يعد، حسب ما اكده الرجل الثاني في الدولة، فرصة لترسيخ مبادئ الوطنية وحب الجزائر في الشباب من خلال النشاطات المتعددة التي ستشهدها على مدار الأسبوع عدد من ولايات الوطن، من خلال الأشغال التي سيشارك بها الشباب في التظاهرة من عرض رسومات وتنظيم مسرحيات وإلقاء أبيات شعرية تظهر في مجملها حبهم للجزائر. وبالمناسبة ذكر بلخادم أن الاحتلال الفرنسي حاول إبادة الشعب الجزائري ''بدءا من طمس معالمه الشخصية بالاستحواذ على أرضه وصولا إلى محو كل ما يربطه بتاريخها إلى درجة أنه نفى تاريخ الجزائر''. ليعود ويؤكد أن الجزائر أضحت بثورتها مثالا تقتدي به الشعوب الأخرى''. من جانبه أوضح رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد أن الهدف من تنظيم هذا الأسبوع هو تبليغ الرسالة إلى جيل الاستقلال الذي لم يعايش الأحداث. للإشارة تضم رزنامة هذا الحدث تقديم عدة محاضرات وندوات تاريخية عبر عدة ولايات من الوطن، كما ستكون متبوعة بحفلات تكريمية لعدة شخصيات تركت بصماتها على الساحة الثورية وكذا الطلبة الذين أبدعوا في مشاركتهم في التظاهرة برسومهم ونشاطاتهم المختلفة. كما تم خلال افتتاح الأسبوع الثقافي تنظيم معرض للصور لتلامذة المؤسسات التربوية التابعة لمديرية التربية لوسط الجزائر العاصمة، تضمن صورا لبعض مظاهر الثورة التحريرية وكذا صور لتلاحم الثورتين الجزائرية والمقاومة الفلسطينية، إضافة إلى عرض مسرحيات ومنولوجات ومقاطع شعرية أبدع فيها التلاميذ حول هذا الحدث.