طالب عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني فرنسا بالاعتذار والتعويض عن الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي طيلة 132 سنة في حق الشعب الجزائري، مذكرا بما عاشته الجزائر في التسعينات والتي اعتبرها من أخطر المراحل التي مرت بها البلاد حيث أشاد بما قدمه مجاهدو نوفمبر في هذه الفترة للحفاظ على استقرار الجزائر. أكد بلخادم أمس خلال الندوة التاريخية التي نظمتها قسمة حزب جبهة التحرير الوطني بعين ولمان بسطيف بمناسبة الذكرى ال55 لاندلاع ثورة أول نوفمبر، أن مطلب اعتذار فرنسا عن جرائمها البشعة التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري يكتسي بعدا شعبيا وهو أقوى من أي قرار يتخذه البرلمان الفرنسي لتمجيد الماضي الاستعماري الفرنسي، مبرزا أمام مناضلي الحزب بالقاعة المتعددة الرياضات لعين ولمان أن الحقبة التدميرية الاستعمارية كانت بالفعل من أبشع وأصعب الحقب التي عاشها شعبنا إذ تمت إبادة قرى كثيرة عن آخرها وبمن فيها كما تم نفي الآلاف وقتل الملايين وتشريد النساء، الأطفال، والشيوخ وتعذيب الأحرار. وتساءل الأمين العام للأفلان حول إمكانية طي صفحة الماضي استجابة لبعض المطالب بعدما قام الفرنسيون بإصدار قرار يمجد تلك الحقبة الشنيعة، والتي اعتبرها بالمستحيلة، حيث أعطى بلخادم مثالا عن ممارسات الاستعمار البغيضة ما عاشه معتقل "قصر الأبطال" بهذه المنطقة من ولاية سطيف والتي كانت تتبع الولاية التاريخية الأولى من أبشع جرائم التعذيب والتقتيل، مضيفا من جهة أخرى بأن الذكرى ال55 لاندلاع ثورة نوفمبر الخالدة تتزامن أيضا مع حلول الذكرى ال53 لأول عملية للقرصنة الجوية سنة 1956 ضد زعماء الثورة الجزائرية قامت بها دولة تتحدث اليوم عن تمجيد جرائم الاستعمار. وذكر بلخادم بما اقترفته أيادي العدو الاستعماري في مجازر 8 ماي1945 ضد شعب أعزل ذنبه الوحيد أنه طالب بالحرية بعد انتصار الحلفاء في أعقاب الحرب العالمية الثانية. من جهة أخرى، تطرق الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني لما عاشته الجزائر في مرحلة التسعينات، حيث اعتبرها من أخطر المراحل التي ميزها إرهاب همجي ومخططات لضرب الوحدة الوطنية، مشيدا بما قدمه مجاهدو نوفمبر في هذه الفترة والذين كانوا السباقين لحمل السلاح والتجند مرة أخرى لإنقاذ البلاد والحفاظ على استقرارها، كما جدد ذات المسؤول تعلقه بسياسة المصالحة الوطنية التي زكاها الشعب الجزائري بأغلبية كبيرة من أجل إيقاف دوامة العنف واستعادة السلم. وشهدت الندوة التاريخية تقديم عدة مداخلات من قبل أساتذة من جامعتي باتنةوسطيف من بينهم بلقاسم صحراوي من جامعة سطيف الذي اعتبر أن اندلاع ثورة التحرير الوطنية سنة 1954 أخرج الحركة الوطنية من تناقضاتها، فيما نوه الأستاذ يوسف مناصرية بما أرسته ثروة نوفمبر من أسلوب القيادة الجماعية وتكامل الأدوار بين القادة في الداخل والخارج، حيث نوه الدكتور مختار فيلالي بجيل نوفمبر الذي انتصر على نفسه قبل أن يحقق الانتصار على الدولة الاستعمارية الفرنسية.