للمرة الثانية خلال أسبوع، نجح نشطاء فلسطينيون في إحداث فجوة في الجدار العنصري العازل الذي أقامته دولة الاحتلال الإسرائيلي في أراضي الضفة الغربية أثناء مظاهرات نظموها بمناسبة سقوط جدار برلين قبل عشرين عاما.حيث أن إحداث فجوات في الجدار العنصري الإسرائيلي ستكون مقدمة لتطورات جديدة في المستقبل . ويرى المحللون السياسيون أن الفلسطينيين، لن يعطوا الأمان للإسرائيليين طالما استمروا في سياساتهم هذه، المعارضة للتعايش والمتمسكة ببناء الأسوار والمستوطنات، وفرض الحصارات التجويعية الظالمة، وتحدي قرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الذي يعتبر السور العنصري هذا غير قانوني يجب إزالته فورا. فإسرائيل ورغم الترسانة الضخمة، عجزت كليا عن تحقيق أي تقدم في جنوب لبنان أثناء عدوانها صيف عام 2006، كما أنها لم تنجح في فرض أهدافها أثناء عدوانها الأخير مطلع هذا العام على قطاع غزة، بدليل بقاء المقاومتان اللبنانية والفلسطينية على حالهما، بل وأكثر قوة وصلابة من ذي قبل . ويرى المراقبون أن العقل الفلسطيني تمكن من تطوير الصواريخ، واختراع الأنفاق، واختراق الحدود المعززة بالأسلاك الشائكة، والالكترونية في بعض الأحيان، لن يكون بحاجة إلى حيلة للتعامل مع هذا الجدار وغيره والوصول إلى قلب تجمعات الإسرائيليين. وعليه فالإنسان الفلسطيني البسيط الأعزل، يظل أقوى بعدة مرات ، على عكس نظيره الإسرائيلي المحتل لأرضه . كما أن مسيرة التحول لصالح هذا الفلسطيني، بدأت باتساع دائرة المساندة والتأييد له في مختلف أنحاء العالم، من خلال مجيء جاء تقرير القاضي غولدستون الذي لم تمنعه أصوله اليهودية من إدانة إسرائيل، ليفضح الوجه الحقيقي للقادة الإسرائيليين، عن المجازر التي اقترفوها خلال عدوانهم الأخير على غزة، ضد مدنيين عزل معظمهم كانوا من النساء و الأطفال، ويجعل من إسرائيل دولة مكروهة عالمياً، ومن جنرالاتها موضع مطاردة قانونية في عواصم العالم ومطاراته، بسبب سفكهم دماء أطفال فلسطين ولبنان. جدار إسرائيل العنصري سينهار قريباً، مثلما انهار جدار برلين، و سيحتفل الفلسطينيون مثلما احتفل الألمان و معهم الغرب، بنهاية النظام العنصري الإسرائيلي، وقيام كيان التعايش والعدالة والمساواة .