كشف أخصائيون في الأمراض العصبية والعقلية، أن عدد المصابين بداء الصرع بالجزائر تجاوز ال 300 ألف مصاب، وهي الأرقام التي قال عنها إنها كبيرة، داعين إلى ضرورة إيجاد فضاءات أسرية اجتماعية لإعادة إدماجهم في المجتمع، ومحذرين في ذات الوقت من استغلالهم من طرف المشعوذين الذين ربطوا المرض بظاهرة الجن. وأوضح الأطباء خلال اليوم الدراسي الوطني الذي احتضنته قاعة المحاضرات الكبرى، ابن باديس بجامعة الأمير بقسنطينة، أن 80 بالمائة من المصابين بداء الصرع قابلون للشفاء، لكن لابد من وضع استراتيجية محكمة تضمن التكامل التام بين الأطباء والمرضى والمحيط العائلي لهم من أجل الحد من انتشاره من جهة، وكذا محاربة كل التفسيرات الخرافية التي غزت عقول العديد من المرضى. وللإشارة، فإن هذا اللقاء في طبعته الثانية حضره أزيد من 200 جاءوا من كل أرجاء الوطن. وأوضح الأستاذ أحمد عليوش، الأخصائي في الأمراض العصبية، أن داء الصرع مرض عصبي وليس مرضا عقليا والأنواع التي تدخل فيها العوامل النفسية السيكولوجية، تتراوح بين 10 و20 في المائة فقط، نافيا في ذات الوقت كل التفسيرات الشعبية التي تربط ظاهرة الصرع بالجن، حيث أكد أن الأجهزة الطبية الحديثة لاسيما تكنولوجية الأشعة أصبحت تكشف بوضوح عن طبيعة هذا المرض، وتبين وضوح إن كان مرض عضوي عصبي أم نفسي سيكولوجي، أم مجرد هستيريا، محذرا هنا من استغلال البعض للمرضى وإدخالهم عالم الشعوذة وابتزازهم بالأموال. ودعا ذات المتحدث إلى التعجيل في وضع خطة لإعادة إدماجهم اجتماعيا ومهنيا، لتفادي تفاقم حالة المرضى، مؤكدا في ذات الوقت أن الدواء متوفر بكل أنواعه وبكل الكميات. وبعيدا عن الأسباب العصبية والنفسية لهذا المرض، كشف المتحدث أن هناك عوامل تسبب الصرع تدريجيا، منه الاستعمال المفرط لأجهزة الإعلام الآلي والأنترنت وكثرة الجلوس أمام شاشة التلفزيون، لما يصدره هذان الجهازان من أمواج تصيب الأعصاب، سواء أتعلق الأمر بالكبار أم بالصغار، إضافة إلى عوامل أخرى كالسهر الطويل والنوم غير المنتظم، داعيا إلى أخذ الحيطة من هذه الأمور وحسن استغلالها وتنظيم أوقاتها.