خرج الجزائريون عن بكرة أبيهم اليوم، لاستقبال "محاربي الصحراء"، واكتظ مطار الجزائر الدولي منذ الساعات الأولى للصباح بالمشجعين الذين حملوا الأعلام الجزائرية، في الوقت الذي حضرت بعض عائلات اللاعبين إلى المطار لتحية أبنائهم والاطمئنان عليهم وكانت لجريدة "الأمة العربية" فرصة تغطية هذا الاستقبال البهيج من طرف أعضاء الدولة بعدها أنصار الفريق وصولا إلى رئيس الجمهورية . حظي المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم يوم الخميس بالمطار الدولي هواري بومدين باستقبال رسمي وجماهيري كبير وسط الأهازيج والزغاريد بعد أن أدت فرقة الحرس الجمهوري "من جبالنا" ثم صعد عناصر "الخضر" فوق حافلة تمت تهيئتها بهذه المناسبة. وبينما ظل والد اللاعب عبد القادر غزال يردد هووزوجته وابنه شقيق عبد القادر هتافات تشيد بالخضر، كشف والد اللاعب يحيى متحدثا ل"الأمة العربية" بالمطار أنه "لم ينم ولم يأكل منذ 10 أيام"، مؤكدا أن "أجواء الفرحة التي شاهدها اليوم لم يشاهدها حتى يوم استقلال البلاد عام 1962". وكان مقررا أن تصل الطائرة إلى الجزائر في حدود الساعة الواحدة والنصف ظهرا، إلا أنها تأخرت حتى الساعة الرابعة والنصف عصرا، الأمر الذي ضاعف من عدد الزوار الذين توافدوا على المطار بما يقدر بمئات الآلاف.. وحطت الطائرة التي أقلت "أبطال" معركة الخرطوم أمام القاعة الشرفية لمطار الجزائر الدولي. وكان في استقبال الوفد الرياضي الجزائري عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية. وصعد عناصر المنتخب الوطني لاسيما منهم عنتر يحي ومطمور وشاوشي وغزال علت وجوهم ابتسامات عريضة وبدت البهجة والسعادة على محياهم بعد أن حققوا إنجازا تاريخيا فوق حافلة تم تهيئتها خصيصا لتنقلهم إلى الجزائر العاصمة حيث ستجوب شوارعها. وأدت فرقة الحرس الجمهوري أناشيد وطنية لا سيما منها "من جبالنا" بينما كان عناصر المنتخب الوطني يقلون الحافلة التي خصصت لهم. وفي المطار، تبادل لاعبو الخضر مع أنصارهالورود والتهاني، وظهر اللاعب غيلاس وهو يرقص حاملا بين يديه مجسما لكأس العالم، بينما اختار زميله صايفي تحية الجماهير ملوحا بيديه، وانخرط الباقون في ترديد الأغاني الوطنية والهتافات الرياضية. اللاعبون الذين حملوا أعلاما وطنية وجهوا التحيات والابتسامات للحضور والارتياح باد على وجوههم بعد أن حققوا الأهم وضمنوا التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا. وتنقل الآلاف من المناصرين لاستقبال التشكيلة الوطنية التي نالت إعجاب وعرفان كل الشعب الجزائري. وخرجت حافلة المنتخب الوطني من المطار لتتوجه نحووسط العاصمة، واستغرق وصول الموكب إلى وسط العاصمة قرابة أربع ساعات كاملة، في حين كان المسلك لا يكلف سوى نصف ساعة على أكثر تقدير، والتفت الجماهير الجزائرية حول الحافلة لتحية اللاعبين على طول الطريق الرابط بين المطار ووسط العاصمة على مسافة 20 كلم، الأمر الذي صعّب حركة سيرها.وانطلق المسار الذي سيتبعه المنتخب الوطني من مطار هواري بومدين وسينتهي بساحة الوئام (ساحة أول ماي سابقا) مرورا بحي الوئام المدني والطريق السريع الشرقي (الدارالبيضاء-الجزائر) وشارع بواريل. وبعدها، استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، كامل عناصر الفريق الوطني من لاعبين وتقنيين حيث أقام حفل استقبال على شرفهم بقصر الشعب بحضور عدد من الشخصيات السياسية والرياضية والفنية كما هنأهم على أدائهم الرجولي فوق الميدان والذي بفضله حققوا التأهل للمونديال للمرة الثالثة على التوالي . الأنصار خرجوا للرد على من يشكك في وطنيتهم وقال شاهد عيان، وهوكهل في الخمسين ل"الأمة العربية": "لم أشاهد في حياتي هذه الحشود البشرية تسير في الشارع بهذه الطريقة"، وقال ابنه الذي كان يرافقه "حتى في سنوات انتشار جبهة الإنقاذ الإسلامية لم نر مثل هذه المسيرات". وبرأي المحلل السياسي الدكتور أحمد عظيمي، فإن التفسير الوحيد لخروج ملايين الجزائريين للشارع لأول مرة بهذه الحجم، هوأن "الذين خرجوا هم من جيل أيام الأزمة الأمنية وهوجيل لم يفرح ولم يتمتع بمباهج الحياة"، مضيفا بالقول "ما يجري عند استقبال المنتخب الجزائري بهذه الطريقة لا يتعلق فقط بمباراة كرة قدم وإنما بسمعة بلد كامل، فالشباب خرجوا للرد على من يشكك في وطنيتهم". التصريحات التي تم الإدلاء بها عقب وصول بعثة المنتخب الوطني لمطار هواري بومدين فيما يلي بعض التصريحات التي تم الإدلاء بها لجريدة "الأمة العربية" عقب وصول بعثة المنتخب الوطني لمطار هواري بومدين الدولي... ". اللاعب جمال عبدون: "هذا الفوز وهذا التأهل مستحقان. وإنها فعلا العدالة الإلهية التي تحققت لقد أعطينا دروسا حقيقة في كرة القدم والروح الرياضية والوطنية. "وان. تو. تري. فيفا لالجيري وينبغي علي أن أقدم تشكراتي الصادقة لإخواننا السودانيين الذين شاركوا الجزائريين فرحتهم وساعدوهم بعد وصولهم إلى الخرطوم، وأيضا زملائي الذين أدوا مباراة بطولية فوق الميدان افتككنا بها تأشيرة المونديال، بالإضافة إلى تشكراتي لأنصارنا الذين استقبلونا هنا بمطار هواري بومدين دون أن أنسى سيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. اللاعب مجيد بوڤرة:" في الحقيقة الفرحة لا توصف بعد التأهل الذي حققناه بالخرطوم ، خصوصا وأنه جاء بمساندة أنصارنا الذين تنقلوا بقوة لأم درمان ولم نخيبهم، فعلا هذا التأهل له طعم خاص وأهديه إلى كافة الشعب الجزائري وإلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي ساعد الأنصار في التنقل بقوة وإلى أنصارنا الذين أتوا بقوة أيضا لانتظارنا هنا في المطار، وأهديه أيضا إلى كامل عائلتي وأصدقائي. اللاعب حسان يبدة:" لم أستطع وصف الفرحة التي تغمرني برؤية كمل هذا الحشد الكبير الذي أتى لاستقبالنا في المطار، إنه حقا يوم عظيم لنا نحن كلاعبين بعد تأهلنا للمونديال العالمي ولانصارنا الذين تنقلوا سواء للقاهرة أوالخرطوم، أشكر كثيرا كل من ساهم في هذا التأهل من لاعبين، طاقم فني، طبي، إداري، رئيس الرابطة روراوة الأنصار، دون أن ننسى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.