أنهى المنتخب الجزائري لكرة القدم الصراع المحتدم مع شقيقه المصري على البطاقة الإفريقية الخامسة المؤهلة لكأس العالم 2010، لصالحه، بعد أن فاز في اللقاء الفاصل الذي أقيم اليوم الأربعاء الماضي على ملعب "المريخ" بمدينة أم درمان السودانية، بهدف مقابل لا شيء. مثل الجزائر فوزي شاوشي في حراسة المرمى وأمامه رفيق حليش ومجيد بوقرة وعنتر يحيى فى الدفاع ونذير بلحاج وحسن بيدا ويزيد منصورى ومراد مغنى وكريم زيانى فى الوسط ورفيق صايفى وعبد القادر غزال فى الهجوم . بينما ضمت تشكيلة المنتخب المصري: عصام الحضري فى حراسة المرمى وأمامه هانى سعيد ووائل جمعة وعبد الظاهر السقا فى خط الدفاع وأحمد فتحى وأحمد المحمدي وأحمد حسن وسيد معوض فى خط الوسط، وأبوتريكة وعماد متعب وعمروزكي فى خط الهجوم . ويدين الجزائريون بفوزهم هذا إلى المدافع عنتر يحيى الذي أحرز هدف الفوز الوحيد في الدقيقة 40، إضافةً إلى حارس المرمى فوزي شاويشي الذي تصدى لأكثر من هدف محقق. بداية المباراة كانت هجومية منذ ثوانيها الأولى، حيث توغل عماد متعب داخل منطقة الجزاء وسدد كرة انتهت بيد الحارس الجزائري فوزي شاويشي، رد عليها رفيق صايفي بتسديدة رأسية في الدقيقة الثالثة، قبل أن ينفذ محمد أبوتريكة ركلة ركنية ارتقى لها عبد الظاهر السقا ليسددها برأسه، إلا أن شاوشي تألق في التصدي للكرة. هذه البداية، أوحت للجميع بأن المباراة ستكون هجومية بحتة، لكن أداء الفريقين بعدها غلب عليه الحذر في حضور القوة البدنية في كثير من التدخلات، إلى جانب التوتر والشد العصبي. وبعد مرور ربع ساعة، كانت الفرصة الخطيرة الأولى للجزائر عن طريق المدافع عنتر يحيى، الذي تلقى كرة نفذها كريم زياني من الجهة اليسرى، ليسددها بقوة إلا أن الحضري تألق في التصدي للكرة، أتبعها نذير بلحاج بتسديدة من ركلة حرة مباشرة لكن الحضري أبعدها بصعوبة. وجاء رد المصريين سريعاً، حيث أرسل سيد معوض كرة عرضية من الجهة اليسرى سددها أبوتريكة من لمسةٍ واحدة، إلا أن كرته مرت بجوار القائم الأيمن، قبل أن يعود أبوتريكة ليرسل كرة بينية لأحمد المحمدي الذي سددها بقوة، لكن الحارس شاويشي أبعدها بنجاح. وقبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول، أرسل كريم زياني كرة أمامية في عمق منطقة الجزاء المصرية، وصلت أمام عنتر يحيى الذي سددها بقوة في العارضة ومن ثم في الشباك، محرزاً الهدف الأول للخضر. وفي شوط اللقاء الثاني، أجرى مدرب المنتخب المصري حسن شحاته تبديلين معاً بإدخال محمد زيدان وحسني عبد ربه بدلاً من أحمد فتحي وعمروزكي، سعياً لتعديل النتيجة، وساهمت هذه التغيرات إلى جانب تراجع الجزائريين نحومناطقهم الدفاعية في سيطرة المصريين على مجريات اللعب. واعتمد الجزائريين على الهجمات المرتدة، التي كادت أن تثمر عن هدف ثانٍ في الدقيقة 61، بعد أن انطلق حسان يبدة من الجهة اليسرى ليرسل كرة عرضية إلى زميله غزال الذي سددها بقوة برأسه، لكن الحضري كان لها بالمرصاد. وعلى الجانب الآخر، تولى حارس الخضر شاويشي مهمة التألق في التصدي لهجمات المصريين، حيث أبعد تسديدة عماد متعب من داخل منطقة الست ياردات ببراعة في الدقيقة 62، قبل أن يبعد تسديدة أخرى للمهاجم ذاته في الدقيقة 72، لتنتهي المباراة بفوز الجزائر وتأهلها لنهائيات كأس العالم 2010. حققت الجزائر الحلم الصعب، وبلغت نهائيات كأس العالم 2010 التي ستقام في جنوب إفريقيا، بفوزها على المنتخب المصري بهدف مقابل لا شيء سجله اللاعب عنتر يحيى في الدقيقة 39 من الشوط الأول، في اللقاء الذي جمع المنتخبين في ملعب المريخ في مدينة أم درمان الأربعاء 18-11-2009. وتم اختيار العاصمة السودانية الخرطوم لإقامة اللقاء الفاصل بين المنتخبين بعد أن أجرى الاتحاد الدولي لكرة القدم قرعة بين تونس التي اختارتها الجزائروالخرطوم التي اختارتها مصر. وكان المنتخبين تعادلا في لقائي الذهاب والإياب بالنقاط والأهداف فتقرر إقامة لقاء فاصل بينهما لتحديد هوية المتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا. وهي المرة الثالثة التي تبلغ فيها الجزائر النهائيات بعد عامي 1982 في إسبانيا و1986 في المكسيك، في حين فشلت مصر في ذلك بعد مشاركتين عامي 1934 و1990 كلتاهما في ايطاليا. وبات المنتخب الجزائري ممثل العرب الوحيد في النهائيات بعد فشل عرب آسيا في بلوغ النهائيات وكان آخرهم المنتخب البحريني بخسارته الملحق الأسيوي-الاوقياني أمام نيوزيلندا، وتونس التي سقطت في الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية أمام موزمبيق. وأكمل منتخب "ثعالب الصحراء" بالتالي عقد المنتخبات الإفريقية ولحق بنيجيريا وغانا والكاميرون وساحل العاج وجنوب إفريقيا الدولة المضيفة. وكان المنتخبان تعادلا نقاطاً وأهدافاً وبفارق الأهداف أيضا، فلعبا مباراة فاصلة اختار الاتحاد الدولي العاصمة السودانية الخرطوم مسرحاً لها. وعاد إلى صفوف المنتخب المصري قلب دفاع الصلب وائل جمعة بعد أن غاب عن المباراة الأولى بداعي الإيقاف، في حين ارتأى مدربه حسن شحاتة إشراك المهاجم عماد متعب على حساب محمد زيدان بعد أن كان الأول المنقذ في مباراة السبت عندما سجل الهدف الثاني في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع ليفرض مباراة حاسمة. في المقابل غاب الحارس الجزائري الأساسي لوناس قاواوي لوقفه، فحل مكانه فوزي شاوشي الذي كان بطل المباراة بلا منازع بعد أن تصدى لأكثر من محاولة خطر للفراعنة. عمت فرحة هستيرية شوارع العاصمة الجزائرية إثر إطلاق الحكم أدي ماييه صافرته معلناً نهاية المباراة. "نعم، شكرا، شكرا، أيها الخضر!" صرخة أطلقها شبان جزائريون احتشدوا في شوارع العاصمة الجزائرية. ونزل الشعب الجزائري كباراً وصغاراً إلى الشوارع مطلقي العنان لابواق سياراتهم التي زينت بالأعلام الوطنية وحناجرهم التي هتفت باسم الوطن. ولم يتردد رجال الشرطة أيضا في إطلاق العنان لابواق سيارتهم قبل أن يستعيدوا هدوءهم. "شكرا للخضر"، "وان، تو، ثري، تحيا الجزائر"، "نحن ذاهبون إلى المونديال"، "الجميع في جنوب إفريقيا" هي بعض العبارات التي أطلقها أنصار المنتخب الجزائري وهم يحتفلون بشكل هستيري في وسط المدينة، في الأبيار وحيدرة وباب الواد وفي القصبة وهي أحياء شعبية جداً. وقالت الشابة نعيمة (18 عاماً) وهي تضحك وتبكي في الوقت ذاته: "انه فعلاً أمر مؤثر، لقد بذل أفراد المنتخب الجزائري قصارى جهودهم وأعطوا كل ما عندهم". وأضافت "لا تستطيعون تصور مدى الضغط، منذ مساء السبت، عندما خسرنا في القاهرة، أيدينا مساندتنا المطلقة للمنتخب الجزائري، والآن لقد تحقق الحلم، وبالتالي فإننا نحتفل الآن". وفي الشارع المصري اختلطت مشاعر المصريين بين المشاعر الوطنية ومرارة الهزيمة فلم تمنع مرارة الهزيمة التي تجرعها الجمهور المصري من الخروج الى الشوارع وميادين القاهرة هاتفين "تحيا مصر". وعلى عكس ما كان متوقعاً في حال خسارة المنتخب المصري أن يصاب الشارع المصري بالإحباط ويلقى بالسباب واللعنات على المنتخب خرج الآلاف من المشجعين من المقاهي في مسيرات حاشدة جابت أنحاء الشوارع ووقفت الجموع في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة يهتفون "تحيا مصر، والموت للجزائريين"، وتعطلت حركة المرور وأغلقت المحال أبوابها بعض الجماهير خرجت بالدفوف وقرعوا الطبول، والبعض الآخر أطلق الأعيرة النارية في الهواء، ومنهم من أشعل الصواريخ الفسفورية. وفي شوارع منطقة المهندسين وهي المنطقة القريبة من حي بولاق الدكرور أكثر الأحياء الشعبية تعصباً للكرة المصرية هتف الآلاف منهم باللغة العامية ساخرين من "حسن شحاتة المدرب الفني للمنتخب المصري "ما تعيطش" أي لا تبكي. كما انتشرت سيارات الإسعاف في المناطق المزدحمة بعد خروج المشجعين من المقاهي ونقلت حالات عديدة لمشجعين أصيبوا بانهيار عصبي وإغماءات عقب إطلاق حكم المباراة صفارة النهاية، مؤكداً فوز المنتخب الجزائري وخروج مصر من حلم الصعود للمونديال. أما البعض الآخر من الجماهير فانتقد أداء المنتخب المصري في الشوط الثاني، مؤكدين "أن المنتخب أخفق إخفاقات لم تكن متوقعة في العديد من الهجمات التي ضاعت منه". أخيرا وبعد مباراة شرسة لعبها منتخبنا الوطني قادها أبطال أبدواستماتة فوق الأرض الطيبة التي كتبت تاريخها بأحرف من ذهب، وشعب كتب اسمه هوالآخر بأحرف من ألماس وذلك بعد معاناة عاشها منتخبنا الوطني على أرض المصريين الذين نكلوا بنا تنكيلا . تأهلت الجزائر إلى نهائيات كأس العالم جنوب إفريقيا 2010 للمرة الثالثة في تاريخها بعد تغلبها على المنتخب المصري بهدف وحيد ليحيى عنتر عبر تسديدة صاروخية في الدقيقة 40 في اللقاء الفاصل بين أحفاد الفراعنة ومحاربي التصفيات لخطف بطاقة التأهل الأخيرة عن القارة الإفريقية إلى نهائيات كأس العالم. هته الحفاوة في الاستقبال والمساندة والمؤازرة من الإخوة والأشقاء السودانيين فاجأت الأنصار الجزائريين المتواجدين بالخرطوم والذين عبروا عن تشكراتهم للشعب السوداني الطيب مؤكدين لهم أن ما قاموا به يبقى دينا يظل في أعناق الجزائريين على مدى الحياة جزاء ما قام به الشعب الصديق. وخلال هذه المباراة ضلت الجماهير السودانية المناصرة للمنتخب الوطني تهتف جنبا إلى جنب مع إخوانهم الجزائريين كما حظيت بالأعلام الوطنية للتعبير عن مساندتهم ومؤازرتهم للاعبين وللشعب الجزائري عموما بعد أن أرسلت السلطات الجزائرية أكثر من 50 ألف علم جزائري للإخوة السودانيين ولمناصري المنتخب الوطني..فشكرا لكم وتحية طيبة للإخوة في الدم والعروبة.