في الوقت الذي كان فيه إعلاميون أميون وصيادو فرص سياسية في البلد الشقيق بعيدين عن دائرة صنع القرار، يحضّرون ويخططون لبدء عملية إرباك المنتخب الوطني قصد تخويفه وحشد الحشود ضد الجزائريين، إنهار المخطط تماما بعد دخول الخرطوم على الخط، التي ضربت بيد ثابتة المؤامرة وأردتها ركاما انحصر لؤمه على المحيط الداخلي للشقيقة مصر. كل المؤشرات باتت واضحة جدا اليوم وأكثر من أي وقت مضى، بأن ما شهده أعضاء المنتخب الوطني في القاهرة يوم 14 نوفمبر الفارط كان عملية مدبرة ومخطط سبق للإطاحة بالمنتخب الوطني. كيف حصل ذلك؟ وما هي أهداف المخطط وغايته؟ كل ذلك ستكشف عنه "الأمة العربية" في أسطر هذا المقال، ليس لسكب الزيت على النار أو لأذية المصريين، ولكن ليعرف هؤلاء ممن حاولوا المساس بالجزائر، واستعمال شعبها كأداة لأغراض خارجة عن الإطار القانوني، بأنه شعب يعرف جيدا كيف تدار الأمور، وكذا مراميها. في خرجة مخزية لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات الدولية، شن ابن رئيس مصر الشقيقة هجوما ضاريا على "الجزائريين"، بشكل علني وصريح على المباشر في قنوات إبليسية. ووصف هذا الابن التي تعدى بشكل صريح على صلاحيات والده وأساء إلى النظام المصري، الجمهور الجزائري الذي حضر المباراة الفاصلة في مدينة أم درمان بالسودان الأربعاء الفارط بأنهم "مرتزقة" وليسوا جماهير لكرة قدم. وقال بالحرف الواحد متهكما جراء حالة انفعاله بخسارة منتخبهم لقناة الفتنة والتحريض ظهر الخميس: "الجماهير الجزائرية لم يكن لها علاقة بالنتيجة، فهم مرتزقة حضروا لإلقاء الزجاجات والطوب، والدليل كم البذاءات والتهديد بالذبح". ولم يتوقف هذا الولد المعروف عنه طيشه وتجاوزه للأعراف الرسمية، وكثرة اعتداءاته على المواطنين، عند هذا الحد، وراح يصب جام غضبه في تصرف طائش يخدش بصورة والده ونظام بلده على السفير عبد القادر حجار، وكذا رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة. طالب هذا الولد المسيئ لوطنه ولمركز والده بما أسماه وقفة مع هذا ال "تخريف" في رسالة ضمنية تأليبية، وقال: "ما يحدث من الجزائريين هو حقد وغيرة وغل، لأننا أفضل منهم، نعمل إيه لازم نعذرهم". كما هاجم الإعلاميين الذين طالبوا بمبادرات "الورود" أو السفر إلى الجزائر، وقال: "لا أدري كيف يقول شوبير هذا الكلام ويطالب بهذه المبادرات؟"، وتابع: "الجزائريون تركيبتهم غريبة، فهم مختلفون عن التونسيين والمغاربة من أهل شمال إفريقيا". الخرجات.. دليل على أن اعتداء القاهرة مبرمج سلفا تقودنا الخرجات الإعلامية من قبل ابن مبارك، وكذا ما أسفر عنه اجتماع رئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر الخميس الفارط مع سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ونائبه بمقر المجلس القومي للرياضة بخصوص إعداد تقرير لتقديم احتجاج رسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، على ما أسموه "الجرائم التى ارتكبها الجزائريون ضد الفريق والجماهير المصرية"، إلى الخلاصة التالية، وهي أن مسؤولي الكرة هناك وبعد فشلهم على أرض الميدان، أرادوا إجراء تمثيلية أخرى ليس على الجزائريين، أو على الاتحاد الدولي، أو أرادوا خداع الإعلام العالمي، وإنما غاية هذا التمثيل تنحصر في استمالة المتعاطفين من الشعب المصري وراء أوهام آنية غرضها مواصلة الحرب التكتيكية مع الشعب المصري، ويدير هذه الحرب مقتنصو فرص السياسية، بعد غياب القوة الحقيقية على ميدان التنمية والإصلاح السياسي، فالخاسر الأكبر في حال توقف الشحناء وبرودة الوضع، هو هؤلاء المتسيسين باسم كرة القدم وعشاقها. وقد أداروا اللعبة بحسب ما تهواه الجماهير، وتكلموا بعبارات الشارع كي تجد صدى مزدوجا، وهم بذلك بدأوا يكسبون ود الشارع المصري الذي تعاطف مع أعضاء منتخبهم الذي أخفق في اقتطاع تأشيرة المونديال. في هذه الأثناء، دخل اللعبة لاعب جديد يتقن فنون المراوغات القذرة وله وزنه الجماهيري، ألا وهم طبقة الفنانين، وراحوا صفا واحدا يعلنوها صراحة وولاء منهم لجهات محسوبة على النطام هناك، بأن "الجزائريين".. " كانوا وحوش". ومن اللعب التي مارسها من أكلوا وشربوا ومازالوا إلى اليوم يتنعمون بأموال الجزائر، الإدانات الواسعة وحملات الإدانة من جانب "مؤسسات فنية وفنانين" على ما أسموه زورا "الاعتداء الذي وقع على الفنانين والإعلاميين المصريين في العاصمة السودانية الأربعاء عقب مباراة فريقي مصر والجزائر لكرة القدم"، وذلك رفقة الاتحادات الفنية المصرية للنقباء. وكان ضمن ما أعلنوه، قرار وقف كافة أشكال التعامل مع المؤسسات الفنية والثقافية الجزائرية، بما في ذلك المهرجانات الفنية لحين صدور اعتذار رسمي صريح من الحكومة الجزائرية على كل ما جرى للجمهور المصري والإساءات التي طالت المصريين... كل ذلك من أجل كسب ود الطامعين في الحكم هناك.