كنت المستهدف الأول في مخطط الحضري و كوجيا على خلفية هدف أم درمان كشف المدافع الدولي عنتر يحيى في دردشة مع النصر سهرة الجمعة في اتصال هاتفي بوساطة من أحد أفراد عائلته بأنه كان المستهدف الأول من الحكم البينيني كوفي كوجيا لطرده في مباراة نصف النهائي ضد المنتخب المصري، لكن عدم وجود أية فرصة سانحة لتنفيذ هذا المخطط جعل الحكم يغير وجهته، و يقرر طرد المدافع المحوري رفيق حليش. و لو أن مدافع نادي بوخوم الألماني ذهب إلى حد التأكيد على أن الحارس المصري عصام الحضري لم يصدق بعد بأن الكرة دخلت شباكه بطريقة غريبة في مباراة السودان، و أنه كان يعتزم الانتقام منه في موقعة "بانغيلا" بالتواطؤ مع الحكم البينيني، على خلفية فشل المصريين في التأهل إلى المونديال بالهدف التاريخي الذي حمل توقيع عنتر يحيى، حيث قال ابن مدينة سدراتة في هذا الصدد: " عند صعودي إلى الهجوم في الدقائق الأولى من عمر اللقاء حاول الحضري الاحتكاك بي و محاولة إيهام الحكم بأنه تعرض لاعتداء جسدي، و الكل يتذكر اللقطة الأولى التي كان قد سقط فيها على الأرض، إلا أن كوجيا لم يتفطن للمسرحية التي قام بها حارس المنتخب المصري". عنتر أشار في سياق متصل بأنه لم يكن يتوقع تورط الحكم البينيني في مخططات الكواليس، لأن النظرة الأولية لعناصر المنتخب الوطني على كوجيا كانت مختلفة" سيما و أنه كان قد أدار مقابلة في المستوى عندما لعبنا في العاصمة الرواندية كيغالي في التصفيات، و ما جعلني أتفطن لمخطط الحضري إقدامه على الاحتكاك بي في كرة عرضية من ضربة ركنية، و كأنه يبحث عن انذار مبكر لي، الأمر الذي دفعني إلى أخذ كامل احتياطاتي، لأنني كنت مهددا بعدم لعب النهائي، كوني تلقيت إنذارا في لقاء كوت ديفوار، و حلم أي عنصر يتمثل بالتأكيد في تنشيط نهائي المنافسة القارية، رغم أن الحضري كان يخشى تلقي هدفا آخر بنفس الطريقة التي كنت قد سجلت بها في مقابلة السودان"، قال عنتر يحي، قبل أن يوضح في نفس الإطار بأنه لم يكن يتصور أن تبلغ درجة تحيز كوجيا إلى حد تنفيذ تعليمات الحارس المصري عصام الحضري، و أن الكل على حد قوله- شاهد لقطة تلقي حليش للإنذار الأول، لأن الاحتكاك كان عفويا و لم يشكل أية خطورة على حارس مرمى المنتخب المصري، إلا أن هذا الأخير أجاد تنفيذ مسرحيته، فسقط أرضا في سيناريو يبقى الهدف منه دفع الحكم إلى الاقتراب منه لمعاينة حالته الصحية، غير أن القضية أخذت بعدا آخر عندما تجرأ الحضري على الإشارة بأصابع يده إلى الرقم 5، فما كان على الحكم سوى تنفيذ الأوامر و إشهار البطاقة الصفراء في وجه حليش، رغم أن لقطتي مع الحضري كانت أخطر من احتكاك حليش بالحارس المصري، إلا أنني لم أتلق الإنذار لعدم تفطن الحكم للإشارة السرية التي كان قد وجهها له الحضري، لأنني بالتأكيد كنت المستهدف الأول و هذا كله بنية الانتقام من أغلى هدف وقعته في حياتي ، و أنا أعتز و أفتخر بذلك لأن الجزائر تأهلت إلى المونديال بعد غياب دام قرابة ربع قرن من الزمن. طي صفحة أنغولا و إصرار على تشريف الجزائر في المونديال و في رده عن سؤال بخصوص رد فعل اللاعبين بعد الهزيمة الثقيلة أمام المنتخب المصري لم يتردد عنتر يحيى في التأكيد بأن العناصر الوطنية طوت سيناريو تلك المباراة في غرف تغيير الملابس بملعب مدينة بانغيلا، لأن نتيجة اللقاء كانت من صنع الحكم و الإقصاء كان مبرمجا من طرف جهات محسوبة على المصريين، و المرتبة الرابعة التي احتلها المنتخب الجزائري تبقى مكسبا ثمينا لتشكيلة عادت من بعيد على الصعيد القاري، و قد بلغنا المربع الذهبي عن جدارة و استحقاق، وهنا أصر عنتر على فتح قوس ليؤكد بأن اللاعبين الجزائريين لم يغتروا بمؤهلاتهم و إمكانياتهم بعد الفوز الباهر على كوت ديفوار، و إنما الحكم كوجيا هو الذي ثبط عزيمتهم أمام مصر، لتكون أغلى ذكرى نحتفظ بها من هذه الدورة التضامن المعنوي الكبير الذي حظينا به من طرف ملايين الجزائريين بعد الفضيحة التي كنا ضحايا فيها، و كذلك الاستقبال الحار الذي حظينا به عند عودتنا إلى أرض الوطن و الذي ذكرنا بملحمة أم درمان و جعلنا نحس بأننا أصبحنا فعلا أبطالا قوميين، و هو شرف كبير لكل لاعب ... من هذا المنطلق أكد مدافع نادي بوخوم بأن تواجد العناصر الوطنية في أنغولا طيلة فعاليات " الكان" جعلها تفكر من الآن في نهائيات كأس العالم، مع السعي للظهور بوجه مشرف يليق بالمكانة المرموقة التي أصبح يحتلها المنتخب في قلوب كل الجزائريين، بصرف النظر عن حجم المنافسة و مواجهة منتخبات عملاقة، " لأننا نصبح كبارا عندما نتبارى مع منتخبات كبيرة و سيناريو مقابلة كوت ديفوار دليل على هذا الطرح، الأمر الذي يجعلنا نكسب المزيد من الثقة في النفس، رغم أننا مطالبون بالتكثيف من العمل الميداني الجاد " قال عنتر يحيى قبل أن يخلص إلى القول بأنه استعاد عافيته و أن طبيب نادي بوخوم كان قد اعترض على انتقاله إلى أنغولا ، و هي القضية التي كادت أن تنعكس بالسلب على مستقبله مع هذا النادي لولا تفهم الطاقم الطبي للمنتخب الوطني، لأن العلاج تواصل إلى غاية الموعد الذي كان قد حدده طبيب النادي، و أن الخضوع لفحوصات أخرى على مستوى مقر اللجنة الطبية التابعة للفيفا لم تكن سوى محطة عابرة من هذه الزوبعة، ليجزم بأنه عاد إلى صفوف فريقه من دون أن تعترضه أية مشكلة على خلفية التحاقه بتربص المنتخب رغم تحفظ طبيب النادي على ذلك.