فهرس المقال صانع ملحمة المريخ عنتر يحيى يفتح قلبه للنصر Page # كل الصفحات الصفحة 1 من 2 أغمضت عيني وأطلقت القذيفة ولم أفق إلا بعد اهتزاز الملعب رفض مسجل الهدف التاريخي الذي تأهل بفضله المنتخب الجزائري إلى مونديال جنوب إفريقيا المدافع عنتر يحيى أن يصنف في خانة بطل ملحمة السودان و أكد في هذا الصدد بأن الإنجاز المحقق يعد ثمرة التضحيات الجسام التي قدمها جميع اللاعبين ، إضافة إلى الدور الكبير الذي لعبه الأنصار خاصة في مرحلة الحسم لأن الجمهور كان على حد قوله بمثابة اللاعب الثاني عشر في التشكيلة الجزائرية في المباراة الفاصلة التي لعبت بالسودان و كذا في المواجهات الستة التي جرت بالبليدة... صاحب الصاروخية التي وضعت الخضر في المونديال أكد في هذا الحوار المطول الذي خص به النصر أمسية الجمعة الماضي في اتصال هاتفي بأن المنتخب الوطني كان بإستطاعته الحسم في أمر التأهل قبل موقعة القاهرة لكن الكواليس التي خطط لها المصريون أطالت السيسبانس وكادت الحسابات أن تأخذ منحى آخر بعد الأحداث التي سبقت مقابلة ستاد ناصر لأن العناصر الوطنية عاشت حسب محدثنا جحيما حقيقيا ليخلص إلى القول بأن التأهل إلى جنوب إفريقيا يعتبر أغلى هدية يمكن تقديمها لكل الجزائريين . في البداية ، كيف كان شعورك بعد نجاحك في هز شباك الحضري في المباراة الفاصلة ، و ما سر النزعة الهجومية التي أظهرتها في هذه المواجهة ؟ الحقيقة أنني لم أصدق بأن القذفة الصاروخية التي وجهتها كللت بهدف إلا بعد أن رأيت الشباك تهتز والحسرة بادية على وجوه المدافعين المصريين وفي تلك الأثناء شعرت بأنني أديت واجبي في هذه المباراة على أكمل وجه كيف لا وكل الجزائريين كانوا يراهنون علينا لتحقيق الحلم الذي طالما راودهم ، والمسؤولية كانت كبيرة وثقيلة لكن إرادتنا في كسب الرهان و عدم تفويت فرصة العمر بالتأهل إلى المونديال كانت أقوى من كل العقبات و هنا أود أن أفتح قوسا لأوضح بأن عنتر يحيى ليس وحده صانع الملحمة الكروية الجزائرية على الأراضي السودانية بل أن التأهل ثمرة المجهودات الجبارة التي قمنا بها كمجموعة متكاملة على امتداد سنتين من التصفيات و الحظ حالفني في أن أكون مسجل الهدف الأغلى قي مشوارنا التصفوي لأنه وضعنا مباشرة في مونديال جنوب إفريقيا ... أما بخصوص الميولات الهجومية التي أظهرتها فإن ذلك ليس سوى تطبيقا للتعليمات التي تلقيتها من الشيخ سعدان لأنه كلفني بالتحول إلى مهاجم عند تنفيذ الكرات الثابتة و حتى أثناء قيامنا بمرتدات هجومية سريعة مادامت التغطية الفاعية مضمونة بتواجد بوقرة و حليش ، وبالتالي فقد لعبت طيلة الشوط الأول في منصب مهاجم إضافي و قد أنقذ الحضري ببراعة الكرة الأولى التي أتيحت لي لكن الصاروخية التي أطلقتها برجلي اليمنى و أنا مغمض العينين استقرت في شباكه و كان تفاعل الجماهير الجزائرية في المدرجات دليلي الأول على أن الهدف سجل فعلا. و ماذا كنت تقصد برفع الإصبع إلى السماء عند التعبير عن فرحتك بالهدف المسجل ؟ الأكيد أن كل لاعب مسلم ينجح في تسجيل هدف تاريخي لن يتردد في التوجه بالشكر لله عز و جل على ترجمة المجهود الفردي المبذول إلى ثمار تقطفها كامل المجموعة و حتى ال35 مليون جزائري لأن هذا الهدف كان كافيا لضمان التأهل بصفة رسمية إلى المونديال بعد سيسبانس طويل ، ولو أن الإشارة التي قمت بها كانت بمثابة رد مباشر على المصريين لأنني كنت أقصد بأن العدالة الإلهية أنصفتنا في هذا الصراع الكروي لأن العالم بأسره يعترف بأن المنتخب الجزائري هو الأقوى و الأجدر بالتأهل إلى جنوب إفريقيا لكن الفراعنة اعتادوا على أساليب غير رياضية في محاولة لحرماننا من تحقيق حلم كل الشعب الجزائري على غرار ما فعلوه قبل 20 سنة ، لأن السيناريو الجهنمي الذي عايشناه بالقاهرة دليل واضح على أن المصريين بذلوا قصارى الجهود لترهيبنا و دفعنا إلى التنازل لهم عن التذكرة المؤدية إلى جنوب إفريقيا بالانهزام بفارق ثلاثة أهداف في ستاد ناصر ، غير أن القدر الإلهي شاء أن يطول الصراع من أجل تأشيرة المونديال لأربعة أيام أخرى بعدما عشنا الجحيم في القاهرة إلا أن موقعة السودان كشفت بأن الفراعنة أسود فقط في معقلهم بمصر و سرعان ما يتحولون إلى نعام بمجرد ابتعادهم عن أراضيهم ولو بشبر واحد . يستخلص من كلامك بأنك تأثرت بالسيناريو الجهنمي الذي عاشه المنتخب الوطني في القاهرة ؟ مما لا شك في ذلك لأنني وطيلة مشواري الكروي الممتد بين فرنسا، إيطاليا و ألمانيا لم أشاهد صورا مثل تلك التي عايشتها بمصر و لم أكن أتوقع إطلاقا أن تصل الأمور حد الإعتداء على حافلة المنتخب الوطني بالحجارة من طرف أزيد من 500 مشجع مصري و هذا في غياب التغطية الأمنية رغم الأهمية البالغة التي تكتسيها المقابلة ، و الحق يقال أن بعض الزملاء اندهشوا للمشاهد الفظيعة التي رأوها سيما وأن الرشق بالحجارة أدى إلى كسر زجاج نوافذ الحافلة ليسقط على رؤوسنا و سيلان الدم أرعبنا فعلا في تلك اللحظات الجهنمية وهو السيناريو الذي لم نكن نتصوره بتاتا في أول مقابلة لي شخصيا بالقاهرة لكنه جعلني أقتنع فعلا بأن المنتخب الجزائري حرم من التأهل إلى أولمبياد لوس أنجلس 1984 و كذا مونديال ايطاليا 1990 بفعل الهمجية الفرعونية رغم أنني كنت في بعض الأحيان أعتقد بأن الأمور لم تبلغ الحد الذي ما فتئ يتحدث عنه سابقونا و أن الأمر لا يعدو أ ن يكون تضخيما للإستفزازات التي يتعرض لها كل منتخب , من هذا المنطلق فإنني أجزم بأن ما عايشنا في القاهرة لم نشاهده في أدغال القارة الإفريقية خاصة عندما لعبنا في ليبيريا اين كانت الحرب الأهلية مندلعة و كذا في ملعب الموت بزامبيا حيث احرزنا انتصارا و خرجنا تحت تصفيقات الجماهير.