صرحت وزيرة الثقافة خليدة تومي أمس خلال زيارة عمل و التفقد التي قادتها إلى ولاية تيبازة علي ضرورة الحفاظ على تراث الجزائر باعتباره رمزا حقيقيا معبرا عن تاريخه العريق الذي حاول البعض من المصريين المتعصبين التحامل و التحايل عليه وتشويهه . ولقد استهلت الوزيرة زيارتها الميدانية من مدينة شرشال العتيقة و المعروفة بآثارها حيث وقفت على متحفي وسط المدينة الذي صنف أحدهما مؤخرا في مجلس الحكومة كمتحف وطني،ولقد جاءت هذه الزيارة يطلبا من الوزير الأول أحمد أويحيى لمعاينة تراث ولاية تيبازة عموما و متحف شرشال خصوصا لاتخاذ الإجراءات اللازمة و القرارات المناسبة فيما يخص توافقه و المعايير المعمول بها عالميا ووطنيا والإطلاع علي مدى توفر الإجراءات الأمنية فيه، إلا أن خرجة الوزيرة هذه المرة صادفتها الوضع غير مرضي للمتحف نتيجة للتسرب المياه إليه من الأسقف فهو الأمر الذي سيعجل المسئولين في التكفل العاجل بهذا التراث. كما عاينت الوزيرة المتحف الثاني بالمدينة الذي يعتبر مرجعا تاريخيا و حضاريا هاما يضم عدد كبيرا من الآثار المزينة بالفسيفساء، كاشفة في ذات الوقت أن مدينة شرشال ستحتضن مطلع السنة المقبلة مهرجان مغاربي ثري جدا. أما محطتها الثانية كانت بعاصمة الولاية أين قامت بزيارة و تفقد المدينتين التاريخيتين بمدخل و مخرج المدينة و اللتان تتربعان على مساحة إجمالية تقدر بأكثر من 43 هكتارا من الآثار و التراث المصنف عالمي من قبل منظمة اليونسكو و المطل على زرقة البحر، حيث أعجبت تومي بالمعالم التاريخية الفريدة من نوعها بهذه المدن التاريخية ، لتلح مجددا على ضرورة صيانة و استرجاع و الحفاظ على مثل هذه المواقع للأجيال القادمة التي لها الحق في الإطلاع عليها. كما زارت الوزيرة و تفقدت ميناء المدينة الذي يتوسط بدوره المدينتين التاريخيتين و تجري به الأشغال حاليا لإنجاز ميناء ترفيهي عائلي يضم مساحات خضراء و مطاعم و مقاهي، والذي أشرف على انطلاق هذا المشروع وزير الأشغال العمومية عمار غول خلال شهر رمضان الماضي ،إلا أن تومي لم تعجبها طريقة الإنجاز بسبب الجداران العملاقان المضادان لأمواج البحر و القريبان من الميناء ،بسبب حجبهما لرؤية البحر التي تعد الاستثمار الطبيعي الهام جدا لتلح الوزيرة على بنائهما بعيدا عن الميناء بغض النظر عن تكاليف الانجاز،خاصة وأن ولاية تيبازة تستحق مشروعا كبيرا كهذا لموقعها الاستراتيجي الهام جدا بما أنها قبلة لملايين المصطافين و الزائرين من داخل و خارج الوطن . أما آخر محطة فدشنت الوزيرة المكتبة الجديدة بالحي الإداري بتيبازة و التي تضم كل المرافق من قاعات للمطالعة و مدرج للمحاضرات مجهز بأحدث التقنيات التكنولوجية أين تم تناول مخطط برنامج الحفاظ على التراث و الآثار بهذه الولاية المتضمنة لتراث مصنف عالميا مضيفة في الأخير أن مثل هذه الثروات لا تقدر بثمن.