صرحت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي نهاية الاسبوع بتيبازة أن إعداد مخططات دائمة لتثمين المواقع الأثرية ''يدعو للإفتخار و يمثل دليلا على أن الدولة الجزائرية تسعى من أجل حماية التراث''. كما أعربت الوزيرة عن ارتياحها للجهود المبذولة من قبل مسؤولي الولاية من أجل حماية التراث الذي يشكل ''ذاكرتنا الجماعية''. وقد شكل بعث المرحلة الثانية من المخطط الدائم لتثمين و صيانة المواقع الأثرية لتيبازة و عرض الدراسة الخاصة بالموقع الأثري لمدينة شرشال و كذا وضعية المتاحف و ميناء عاصمة الولاية المحاور الرئيسية ضمن هذه الزيارة. ففي شرشال زارت الوزيرة متحفي المدينة حيث طافت مطولا بالمتحف القديم الذي رقى إلى متحف وطني خلال الاجتماع الأخير لمجلس الحكومة -كما أشارت إليه- حيث ذكرت أن هذا المتحف يخضع حاليا لعملية تأهيل وفق المعايير الدولية بالتعاون مع المعهد الألماني لعلم الآثار. للتذكير أن متحف شرشال الذي يحتوي على مجموعة جميلة من التماثيل شمال إفريقية استفاد مؤخرا من عملية ترميم و تهيئة أربعة أروقة بمساهمة خبراء من المعهد الألماني لعلم الآثار الذين اقترحوا تثمين فترة مملكة موريتانيا و بخاصة العائلة الملكية ''جوبا''. ولدى تقديم المخطط الدائم لتثمين و صيانة المواقع الأثرية لكل من تيبازة و شرشال بالمكتبة الجديدة لمدينة تيبازة أعلنت الوزيرة أنه سيتم رصد غلاف مالي هام لبعث مرحلة تطبيق مخطط تثمين و حماية التراث الأثري لمدينة تيبازة مشيرة إلى أنه سيتم لاحقا تعميم هذه العملية الأولى من نوعها على المستوى الوطني حتى تشمل كافة المواقع الأثرية المصنفة. وأضيف الى المرحلة الأولى من هذا المخطط الذي تطلب 15 مليون دج مبلغ 80 مليون دج لبعث المرحلة الثانية. وقد سمحت بتشخيص وضعية المواقع الأثرية المصنفة لتيبازة المتمثلة في الحظيرتين الأثريتين الشرقية و الغربية و الضريح الملكي لموريتانيا و اقتراح عمليات مستعجلة لحماية و تثمين هذه الآثار. والجدير بالذكر أن مخطط حماية المواقع الأثرية لتيبازة و شرشال الموجود قيد الإنجاز يهدف إلى حماية المركز التاريخي المتشكل بالنسبة لمدينة تيبازة من الحظيرتين الأثريتين و المتحف بالإضافة إلى الضريح الملكي لموريتانيا حيث تم تعيين حدود هذه المواقع بصفة نهائية مع اقتراح مخطط تنمية يتكيف و مميزات المدينة مع إبراز مؤهلاتها الثقافية و التاريخية. وكانت لوزيرة الثقافة وقفة بميناء مدينة تيبازة الذي يخضع لأشغال توسيع ميناء النزه و الترفيه التي توشك على نهايتها. كما أثارت عملية إنجاز مؤسسة برتغالية لجدار يحمي أحواض الميناء الثلاثة من الأمواج و الذي يحجب البحر عن أنظار الزوار العديد من التساؤلات خاصة و أن مسؤولي الولاية يسعون من خلال توفير أحواض للترفيه و التنزه علاوة على نشاطات الصيد التقليدي للسمك إلى استغلال هذا الجانب و ليس التقليل من قيمة البحر. ولم تخف الوزيرة تأسفها أمام هذا الجدار الذي يحجب البحر عن الأنظار ووعدت برفع القضية إلى وزير الأشغال العمومية لإيجاد حل بديل لحماية الأحواض و الشاطئ الصخري. ..و تؤكد أن المسرح الجزائري عرف ولادة جديدة بفضل سياسة الحكومة في القطاع أكدت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي اول امس بالجزائر أن المسرح الجزائري شهد منذ سنة 2000 إنطلاقة جديدة بفضل السياسة الثقافية التي اعتمدتها الحكومة في تطوير أبو الفنون. و في ردها على إنشغال أعرب عنه أحد أعضاء مجلس الأمة تمحور حول الدور الذي يلعبه المسرح في المجتمع الجزائري أوضحت وزيرة الثقافة أن هذا القطاع عرف ''ولادة جديدة بفضل السياسة الثقافية التي اعتمدتها الحكومة و بفضل توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في مطلع سنة .''2000 و أشارت السيدة تومي في هذا الإطار إلى أن المسرح الجزائري قد عرف ''تطورا مذهلا'' سواء فيما يتعلق بتوسيع شبكة المرافق أو الدعم و التكوين وكذا إعادة الانتشار عبر التراب الوطني مبرزة الدور الهام الذي يضطلع به هذا النوع من الفنون خاصة في المجال الإجتماعي. و على صعيد المؤسسات و الهياكل أصبح قطاع الثقافة يضم إلى جانب المسرح الوطني 13 مسرحا جهويا بعدما كان عددها سنة 1999 لا يتجاوز ستة مسارح ليتضاعف العدد سنة .2007 و ذكرت في ذات السياق بأن سياسة الحكومة في تطوير القطاع و دعمه ترمي إلى ''إنجاز مسرح واحد على الأقل على مستوى كل ولاية مع آفاق .''2014 و ذكرت الوزيرة بالظروف ''النضالية'' التي رأى المسرح الجزائري فيها النور خاصة إبان الثورة التحريرية أين ''ساهم في الدفاع عن القضية الوطنية'' و الرقي بها إلى ''مستوى متألق في صور جمالية رائعة'' داخل و خارج الوطن. و ''عقب هذه المرحلة واصل المسرح الجزائري في نفس النهج مواكبا التحولات التي عاشتها البلاد طوال ما يقارب الخمسين سنة'' تضيف المسؤولة الأولى عن القطاع التي تعرضت أيضا إلى الصعوبات التي واجهتها الحركية المسرحية في الجزائر ''خلال العشرية السوداء''. و على الرغم من كل هذه العراقيل ''بقي هذا المسرح متألقا و يسجل على الدوام انجازات عظيمة على الصعيد الوطني و الدولي'' تقول السيدة تومي التي إنتهزت الفرصة لتوجه تحية إكبار إلى الفنانين و الفنانات الذين ''ساهموا في كتابة تاريخ مقاومة الارهاب بالثقافة و بالمسرح.