أوضح البروفيسور حمود صالحي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا، على هامش المحاضرة التي ألقاها بمركز دراسات الشعب حول "تحديات الأمنية في منطقة الخليج ل "الأمة العربية" حول سؤال عن المخططات الأمريكية القديمة والحديثة بقصد تقسيم المنطقة لدويلات إثنية، أنه بالفعل بعد أحداث 11 سبتمبر قد قسمت الولاياتالمتحدةالأمريكية دول الخليج، حيث رمت كل وزنها مع الدول الصغرى، كالبحرين وقطر، مع اعتبار دولة الإمارات العربية شبه محايدة نوعا ما. فالنظرة الأمريكية لهذه الدول حاليا ومستقبلا هي تقسيمها، وهذا راجع إلى أن العناصر التي أقدمت على أحداث سبتمبر، كان منها 15 شخصا سعوديا ضمن مجموعة منفذي العمليات التي هزت العالم. ولهذا، وجدت الولاياتالمتحدة نفسها في مأزق، خاصة بالنسبة للتعامل مع السعوديين، والذي تنعكس آثاره داخليا بشكل جلي، فاستغلوا لهذا فرصة عدم إدخال السعودية في أي برنامج أمني. ولكن باعتبار أن السعودية تعد من الدول الكبرى في المنطقة، والتي تعطي لها الولاياتالمتحدةالأمريكية أهمية كبرى، فلا يمكن إبعادها كليا عن الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وهذه سياسة معروفة لدى الأمريكان. وأكد البروفيسور أن اللوبي الصهيوني يلعب دورا، ولكنه يضخم أكبر من حجمه بقصد إعطاء هالة ونظرة عكسية حول حجمه. وفي الجانب الآخر، القرار السياسي الأمريكي قرار مبني على خدمة المصالح الأمريكية، في غياب رأي ودور عربي على جميع الأصعدة وعلى كل المستويات، وحتى بالنسبة للجاليات المقيمة هناك والتي تعتبر ذات تاريخ. ولكن حتى يتغير هذا الواقع، والحالة المميزة بغياب الرأي العربي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وحتى لو استبعدنا دور اللوبي الصهيوني، فالولاياتالمتحدة تنظر لمصلحتها بشكل أكبر، وهي ترى الآن أن إسرائيل تدافع عن مصالحها في المنطقة أفضل من الدول العربية بكثير. وعرّج الدكتور في تحليله لواقع الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط بشكل عام قائلا "هناك مجهودات لعدم دفع حلول للشعب الفلسطيني، لأنها تذهب أدراج الرياح، وهذا كله بسبب خطط أمريكية وراءها اللوبي الصهيوني، وهذا في ظل غياب كلي لصاحب القرار ورأى عربي"، وأضاف "لو أن صاحب القرار في أمريكا ولو أخذت الجامعة العربية المبادرة باسم العرب، لتغير الواقع".