أكد حمود صالحي الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا، أمس أن على الدول العربية أن تغير إستراتيجيتها تجاه السياسة الخارجية الأمريكية من خلال استعمال بعض المعطيات كأوراق ضغط من أجل كسب مواقف مؤيدة للمصالح العربية، لأن الإستراتيجية العربية الحالية قد أثبتت فشلها، حيث أن أوباما لا يمكن له في الوقت الراهن أن يقوم بشيء جدي حيال الصراع الفلسطيني العربي. نشط أمس الأستاذ صالحي حمود محاضرة بمركز دراسات الشعب حضرها عدد من الأساتذة والوزراء السابقين، إلى جانب طلبة من العلوم السياسية، وصحفيين، وقد حاول المحاضر خلال مداخلته التي تمحورت حول "السياسة الخارجية الأمريكية" الإجابة على عدة أسئلة منها، ما هي طبيعة السياسة الخارجية الأمريكية وأي دور يلعبه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اتخاذ القرار؟ وكيف يؤثر العرب في السياسة الخارجية الأمريكية، وهل هذه السياسة متأثرة بالأفراد أم أنها مسألة هيئة مؤسساتية؟، كما تطرق الأستاذ حمود صالحي أيضا على الدور الذي تلعبه أمريكا في الشرق الأوسط وبالضبط في حل القضية الفلسطينية. وانطلق الأستاذ صالحي في تحليله من عدة معطيات يرى أن استغلالها سيؤدي إلى التأثير على السياسية الخارجية الأمريكية، وعلى رأسها أن سكوت باراك أوباما حيال الوضع في غزة يخفي خلفه صراعا في السياسة الخارجية الأمريكية بين عدة فاعلين أساسيين هم وزارة الخارجية الأمريكية، البنتغون، والبيت الأبيض، حيث يحاول كل طرف التأثير على صنع القرار، وأضاف المتحدث أن دور البيت الأبيض في هذه العملية قد بدأ يظهر مؤخرا، بعد أن تبين أن دور كل من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع قد بدأ يتراجع لحساب البيت الأبيض. ولفت المتحدث في هذا الشأن إلى أن أوباما لن يقوم بشيء جدي لحل القضية الفلسطينية وإن كانت هناك تحركات أمريكية فستكون فقط لوقف الدماء لا أكثر، لكن المتحدث دعا في المقابل إلى ضرورة الاستفادة من فريق عمل باراك أوباما وفي مقدمتهم هيلاري كلينتون التي اعترفت بحق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية عندما كانت زوجة للرئيس الأمريكي بيل كلينتون، ويضيف صالحي أنه على الرغم من أن هيلاري قد غيرت موقفها فيما بعد عندما صارت حاكما لنيويورك، بسبب تأثير اللوبي الصهيوني عليها، إلى أنها اليوم وهي تشغل منصب وزير الخارجية، يمكن أن تفيد منطقة الشرق الأوسط بحكم تجاربها السابقة وصداقاتها الواسعة. أما ثاني شخصية يجب التركيز عليها فهو جيمس جونز مستشار الأمن القومي الذي سبق وأن بعث به الرئيس جورج بوش إلى غزة والضفة الغربية، حيث اتهم جونز إسرائيل بعد جولته هناك بالوقوف وراء المشاكل التي تشهدها المنطقة، أما الشخصية الثالثة فهي سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالأمم المتحدة، وهي معروفة بحبها لمعالجة قضايا حقوق الإنسان والتي أقسمت خلال زيارتها روندا على أنها ستعمل على أن لا ترى رواندا أخرى في أي مكان آخر. وعليه، يرى الأستاذ يرى الأستاذ صالحي محمد أن الأنظمة العربية تحتاج إلى إعادة نظر في سياستها تجاه القضايا الإستراتيجية، لأن السياسة الحالية قد أثبتت فشلها، ويقترح المتحدث في هذا السياق، وضع سياسة جديدة تقوم على ثلاثة محاور رئيسية هي أولا، بلورة سياسة عربية جديدة تأخذ بعين الاعتبار حسابات الجماهير الشعبية والشارع بعين الاعتبار، وثانيا خلق إطار جديد للتعامل مع الرأي العام الأمريكي لأن نموذج تقديم المعاملات الشخصية على حساب الاعتبارات السياسية مع المسؤولين الأمريكيين لم يؤت أكله، وعلى الدول العربية أن تركز على ربط علاقات مع قادة الرأي العام الأمريكي، وتوفير دورات تكوينية، وزيارات متبادلة، إلى جانب الاستفادة من الجالية العربية هناك. أما المحور الثالث والأخير الذي ينبغي مراعاته فيتمثل في البعد الإستراتيجي للسياسية الأمريكية، حيث استند المحاضر في وجهة نظره على تقرير للاستخبارات الأمريكية يرسم صورة للعالم عام 2025 ويحدد الدول التي ستصبح أكثر قوة في المستقبل وعلى رأسها روسيا والصين، وقد أشار المتحدث إلى ضرورة أخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار.