نوه مستشار وزارة الشؤون الدينية المكلف بالإعلام عدة فلاحي أمس خلال وقفة تذكرية لشيخ الزاوية الحملاوية عبد المجيد حملاوي الذي وافته المنية مؤخرا بمجهودات الرجل في الحفاظ على التراث الصوفي، مبرزا في ذات السياق مجهودات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في إعادة الاعتبار للزوايا، داعيا إلى ضرورة إعطاء مساحات أكبر لأعلام ومشايخ الزوايا الوطنية. من جهته تطرق الشيخ بوعمران رئيس المجلس الإسلامي الأعلى إلى الدور الثقافي الذي قام به الشيخ الحملاوي رحمه الله وذلك بإقدامه على تأسيس مجلة ''منبر الإمام مالك'' سنة 1991 والتي تبناها المجلس الإعلامي الأعلى آنذاك، مشيرا في ذات السياق إلى أن الشيخ حملاوي هو أول من أقدم على عقد ملتقى فكري احتضنته الزوايا حول مذهب الإمام مالك حيث استقدم خلاله أعلام المذهب المالكي من داخل وخارج الوطن. وكان الفضاء فرصة لجموع مشايخ الزوايا ممن حضروا الوقفة للإدلاء بشهاداتهم الحية حول خصال ومآثر الرجل، حيث وقف شيخ زاوية الهامل محمد مأمون القاسمي عند أهم المحطات النضالية والثقافية في حياة الرجل الذي كان مثالا حيا في النضال، فلقد التحق بثورة التحرير الوطني شابا وعاش مختلف مراحلها وكتب الله له أن يعيش فرحة الاستقلال واستمر انخراطه في صفوف الجيش التحرير إلى ما بعد الاستقلال يتولى مهاما دفاعية وثقافية مزدوجة، مؤكدا أن هذه المهام لم تمنعه من مهمة الإشراف على شؤون الزاوية الحملاوية ليتفرغ بعد تقاعده بشكل نهائي إلى الزاوية ويتخذ من نشر القرآن وحفظه همه الأكبر والأوحد. وفي هذا الصدد استحضر الشيخ القاسمي قولا للشيخ عبد المجيد رحمه الله ''لأن أعتني بواحد من أبناء المسلمين وأربيه على القرآن أحب لنفسي وخير لي من أن أقلد رتبة من أعلى الرتب...''، لينتقل القاسمي بعدها للحديث عن العشرية السوداء التي كانت أكبر الفتن التي واجهتها الجزائر وكيف كان الشيخ عبد المجيد يعمل في وجه مخططات الفتنة ويتخذ من كلمة الحق والجرأة سلاحه الوحيد في الدفاع عن وحدة الأمة، فكان بعقيدته الدينية يسعى لأن يكون المنهج الرباني والتصوف الأصيل الذي ليس في حقيقته إلا مقام الإحسان، وليس إلا تمثلا لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي ختام الوقفة أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية العربي ولد خليفة أن هيئته ستعقد خلال شهر نوفمبر المقبل بالتعاون مع بنك البركة ملتقى دوليا بمقر الزاوية الحملاوية للوقوف عند المسيرة الثقافية والنضالية للشيخ عبد المجيد حملاوي رحمه الله.