قال قائد شرطة دبي الفريق، ضاحي خلفان، إن الأجانب الذين يشتبه في ضلوعهم في اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح موجودون في إسرائيل حاليا بعد أن كانوا قد غادروا إلى خمس وجهات مختلفة. وأضاف الفريق خلفان في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الإماراتية، أن المشتبه بهم لن يتم توقيفهم إذا بقوا في إسرائيل، ولكن في النهاية سيغادرون وسيتم توقيفهم، وطالب إسرائيل بخوض صراعاتها مع الآخرين داخل حدودها وليس على أراضي الآخرين. واتهمت شرطة دبي 26 شخصا يحملون جوازات غربية بقتل المبحوح في عملية معقدة، إلا أن خلفان أكد في تصريحات صحفية نشرت، أمس، أن شخصا إضافيا كان يحمل جوازا أوروبيا سيضاف إلى قائمة المتهمين. وقال خلفان إن إجمالي عدد القتلة وصل إلى 27 متهما بعد إضافة شخص جديد لم يفصح عن هويته، مشيرا إلى أن أحد الفلسطينيين اللذان تحقق معهما شرطة دبى على خلفية اغتيال المبحوح "ثبت تورطه فعليا". أما الفلسطيني الآخر: "فلا يزال قيد التحقيق وشرطة دبي تتحفظ عليه لعلاقته بالأول". وشدد على أن الدول الغربية الخمس التي استُخدمت وثائق سفرها في عملية الاغتيال، تتعاون في التحقيقات التي تجريها شرطة دبي. وكان اللواء خميس مطر المزينة نائب قائد شرطة دبي كشف، أمس، أن نتيجة التقرير الطبي للمبحوح أظهرت حقنه بمادة سامة في منطقة الفخذ بغرض السيطرة عليه وشل حركته، ومن ثم خنقه. وعلى صعيد متصل بالتحقيقات، يتوقّع أن يصل إلى إسرائيل قريبا محققون من الشرطة الأسترالية للتحقيق مع عدد من الإسرائيليين الذين يحملون جوازات سفر أسترالية، وظهرت أسماؤهم بين أفراد الخلية المتهمة باغتيال المبحوح. وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة على التحقيقات، إن اثنين على الأقل من المشتبه بهم الذين تبحث عنهم شرطة دبي دخلا إلى الأراضي الأمريكية بعد فترة قصيرة على تنفيذ الاغتيال. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مصدر على اطلاع على القضية، أن السجلات المتبادلة بين المحققين الدوليين تظهر أن أحد المشتبه بهم في القضية دخل إلى أمريكا يوم 14 فيفري الماضي، وكان يحمل جواز سفر بريطانيا باسم روي ألان كانون، فيما دخل الآخر بجواز سفر أيرلندي تحت اسم إيفان دينينغز يوم 21 جانفي الماضي، أي بعد يوم واحد على اكتشاف جثة المبحوح. وأوضح المصدر أن لا معلومات عن خروج الرجلين من الولاياتالمتحدة، لكن المحققين لا يستطيعون التأكد من الأمر، لأنهما استخدما أساسا جوازي سفر مزوّرين، ويحتمل أن يكونا استخدما عند خروجهما من الأراضي الأمريكية أوراقا ثبوتية مختلفة. ولم يتضح من أين سافر الرجلان، لكن السلطات في دبي ذكرت من قبل أن دينينغز غادر دبي يوم 20 جانفي الماضي متجها إلى زيورخ. يأتي ذلك، في وقت تحدى فيه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الدول التي استخدمت جوازاتها في عملية الاغتيال، أن تفصح إذا ما كانت تورطت في عملية اغتيال المبحوح أم لا. وقال متكي أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف إنه يتعين على بريطانيا وفرنسا وألمانيا والنمسا وأيرلندا وأستراليا الإجابة على الأسئلة المتعلقة بدورهم في اغتيال المبحوح. وتساءل متكي عما إذا كانت الأجهزة الأمنية أو عملاء الاستخبارات أو عناصر في حكومات هذه الدول متورطة في العملية، واتهم الدول الغربية بالحض على الإرهاب تحت ذريعة حقوق الإنسان وتدريب "الإرهابيين" فيما يسمى الحرب على الإرهاب.