يعرض حاليا الفنان التشكيلي "نور الدين شقران" أكثر من عشرين لوحة تشكيلية برواق ديدوش مراد، تناول من خلالها مواضيع مختلفة تم توظيفها في أطر مغايرة منها موضوع المرأة الذي احتل مكانا متميزا في لوحاته، الزوج، والطفل، محاولا في ذلك قدر الإمكان توظيف الرموز والطقوس والأساطير الشعبية تبعا للمدرسة التجريدية، حيث إستعمل الكتابة الخطية، التيفناغ، التركيب الكاليغرافي، الأشكال الهندسية، الملامح الخفية لإبراز تاريخ وتقاليد المجتمع الجزائري. هذا ولقد امتازت لوحات "شقران" بالألوان الدافئة والمشرقة كالأحمر، البرتقالي، والأزرق الموحية للأمل والانفتاح مايثير الانشراح. وقد قال عنها صاحب المعرض أنها تتألف من الحساسية والخيال عبر تصويره برؤية واضحة لأهمية التراث وفق رموز المحلية، وذلك بطابع فني جديد ولمسة جمالية خالصة إستخدم أساليب متنوعة كإستعمال الورق، القماش، الألوان المائية والزيتية. وفي مجال استخدامه للرمزية ذكر "نورالدين" أن الرمزية يجدها في محيطه الإجتماعي، لاسيما في العادات والتقاليد الجزائرية، مستدلا بدور المرأة الريفية التي تبدع في الزخرفة على الأواني الفخارية، والزرابي" والتي يراها مؤسسة المجتمعات والثقافات . للعلم الفنان التشكيلي نور الدين شقران قام بعدة معارض في أوروبا ودول الخليج، وهوأحد تلامذة إسياخم، هذا الأخير الذي كان له حضور قوي، وكان له الفضل في دعم الحركة التشكيلية باتجاهات وأساليب فنية جديدة كالتجريد وشبه التجريد "التسطيحية"، من خلال بحثه في الدلائل التراثية، وتبنيهم لجيل جديد من الفنانين يعنى بالملامح والهوية، وهو المطلب الأكثر إلحاحا على هذه الحركة في تاريخها، وهو الأمر الذي جعل "شقران" يحمل مبادئ معليمه وينضم لجمعية لوشام الكائن مقرها بباريس والتي تسعى للحفاظ على الهوية الوطنية والخصوصية الثقافية.