تعيش معظم مراكز البريد الواقعة على مستوى ولاية عين تموشنت على غرار باقي مدن الوطن، ضغطا كبيرا نظرا لأزمة السيولة الحاصلة هذه السنة، حيث باتت العائلات القاطنة بمدن وقرى عين تموشنت وضواحيها تسارع الزمن لاستخراج مبالغها المالية وأجرتها الشهرية من مراكز ومكاتب البريد في ظل وباء كورونا (كوفيد – 19). وباتت صورة معهودة ونمطية كنا نشاهدها في الأعياد والمناسبات الدينية فقط، لكن في الآونة الأخيرة، صرنا نرى حدوثها في جل الأوقات على غرار مراكز البريد الكبيرة المتواجدة بوسط مدينة عين تموشنت وبني صاف التي تعيش كل منهما ضغطا كبيرا بسبب إقبال عدد هائل من سكان أحياء الولاية عليهما، بغية استخراج مبالغ مالية لمواجهة طلبات ومستلزمات المواطنين دون احترام أدنى شروط الوقاية من وباء كورونا. ويأتي هذا الضغط، نتيجة ارتفاع الكثافة السكانية بالولاية خلال السنوات الأخيرة، بسبب التوسّع العمراني المذهل الذي شهدته الولاية، ما نتج عنه تدفّق كبير للسكان القادمين من مدن أخرى إلى ولاية عين تموشنت التي مست مناطق عدة على مستوى الولاية، وبهذا أضحت آهلة بالسكان، غير أن سكانها لم يستفيدوا من مكاتب بريدية إضافية لخدمة مصالح مواطنيها في ظروف لائقة، حيث يضطر عشرات السكان إلى قطع مسافات للوصول إلى مكتب البريد لاستخراج مبالغ مالية لتلبية حاجياتهم اليومية. بهذا الصدد أبدى معظم السكان الذين التقتهم "الوطني"، لاسيما كبار السن ممن لا تقوى أجسادهم على تحمّل الوقوف في طوابير لا متناهية لفترات طويلة تصل أحيانا عدة ساعات إلى حين مجيء أدوارهم لاستخراج معاشاتهم أو دخلهم، عن استيائهم الشديد من هذا الوضع الصعب الذي يعيشونه كلما توجّهوا إلى مكاتب البريد استنادا إلى تصريحات بعضهم، حيث قال الشاب "ز-ب" القاطن بمدينة بني صاف "أصبحت أكره الذهاب لأي مكتب بريد نظرا للطوابير اللا متناهية التي يشكّلها المواطنون القاصدون لها من مختلف أنحاء المدينة، وأيضا لانعدام السيولة". ووافقه القول مجموعة المواطنين هناك عن إبداء تذمّرهم الشديد أيضا من الاكتظاظ الرهيب والطوابير والمعاناة اليومية التي يعيشونها بمكاتب البريد التي باتت هاجسا يؤرق القادمين إليها لقضاء حاجياتهم لاستخراج رواتبهم الشهرية، ما يؤدي إلى تعطيل مصالحهم، وتبقى المراكز البريدية ببلادنا بحاجة إلى إعادة تهيئة وتأهيل وتزويد بالخدمات التقنية التكنولوجية والضرورية . وأمام هذا النقص الفادح والأزمة التي طالت، يطالب هؤلاء بتدخّل السلطات المسؤولة لتوفير السيولة للمواطنين وتحسين الخدمات التي من شأنها أن ترفع الغبن والمعاناة اليومية التي يتخبّط فيها المواطنون، لاسيما المتعلقة بالحد من مشكل انعدام السيولة سواء في المناسبات أو في الأيام العادية.