مليكة حراث تعيش معظم مراكز البريد الواقعة على مستوى إقليم ولاية الجزائر العاصمة ، فوضى عارمة وضغط كبير نظرا لازمة السيولة الحاصلة هذه السنة ،حيث باتت العائلات القاطنة بالعاصمة وضواحيها تسارع الزمن لاستخراج مبالغها المالية و أجرتها الشهرية من مراكز ومكاتب البريد، وباتت صورة معهودة و نمطية كنا نشاهدها فقط في الأعياد و المناسبات الدينية ،لكن في الآونة الأخيرة صرنا نرى حدوثها في جل البلديات وكل الأوقات على غرار بلدية عين البنيان هذه الأخيرة يعيش مكتبها البريدي ضغطا كبيرا بسبب إقبال عدد هائل من سكان أحياء البلدية عليه، بغية استخراج مبالغ مالية لمواجهة طلبات ومستلزمات المواطنين. و يأتي هذا الضغط نتيجة ارتفاع الكثافة السكانية بالبلدية خلال السنوات الأخيرة، بسبب التوسع العمراني المذهل الذي شهدته المنطقة، ما نتج عنه تدفق كبير للسكان القادمين من أحياء أخرى بعد عملية الترحيل التي مست مناطق عدة على مستوى العاصمة وبهذا أضحت آهلة بالسكان كما هو الحال بالنسبة لكل من حي 11 ديسمبر وحي ''ميناء الجميلة'' وأحياء أخرى، بالإضافة إلى عمليات الترحيل المختلفة التي كانت باتجاه المنطقة ذاتها، غير أن سكانها لم يستفيدوا من مكاتب بريدية إضافية لخدمة مصالح مواطنيها في ظروف لائقة، حيث يضطر عشرات السكان إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى مكتب البريد لاستخراج مبالغ مالية لتلبية حاجياتهم اليومية. بهذا الصدد أبدى معظم السكان الذين التقتهم "أخبار اليوم " ، لاسيما كبار السن ممن لا تقوى أجسادهم على تحمل الوقوف لفترات طويلة تصل في أحيان عدة إلى ساعتين إلى حين مجيء أدوارهم لاستخراج معاشاتهم أو دخلهم، عن استيائهم الشديد من هذا الوضع الصعب الذي يعيشونه كلما توجهوا إلى مكتب البريد الوحيد على مستوى البلدية استنادا إلى تصريحات بعضهم. حيث قال الشاب موسى القاطن على مستوى الحي أصبحت أكره الذهاب لهذا المكتب البريدي نظرا للطوابير اللامتناهية التي يشكلها المواطنون القاصدين لهذا الأخير من مختلف أنحاء البلدية، و أيضا لتدنى الخدمات به وضيق مقره ووافقه القول مجموعة المواطنين هناك عن إبداء تذمرهم الشديد أيضا من الاكتظاظ الرهيب والمعاناة اليومية التي يعشونها بمكتب بريد عين البنيان الذي بات هاجسا يؤرق القاطمين إليه لقضاء حاجياتهم كاستخراج رواتبهم الشهرية كما يشتكى بعض المواطنين من الأعطاب التي تصيب جهاز الحاسوب الوحيد بالمكتب، ما يؤدي إلى تعطيل مصالحهم. وتبقى المراكز البريدية ببلادنا بحاجة إلى إعادة تهيئة وتأهيل وتزويد بالخدمات التقنية التكنولوجية والضرورية. وأمام هذا النقص الفادح يطالب هؤلاء بتدخل السلطات المحلية وتهيئة مكتب البريد بأجهزة إضافية والقيام بتوسيعه وتحسين الخدمات التي من شانها ان ترفع الغبن والمعاناة اليومية التي يتخبط فيها المواطنون لاسيما المتعلقة بالحد من مشكل انعدام السيولة سواء في المناسبات أو في الأيام العادية.