كان لجائحة كورونا تأثيرات بالغة على جميع الأصعدة، ومع نهاية السنة والإبقاء على الحجر الصحي الجزئي، إنجر عنه حرمان العديد من إحياء احتفالات رأس السنة التي اعتادوا أين يقيموها على مستوى الفنادق والأماكن السياحية والملاهي التي تعتبر الأكثر قبلة للعديد، والتي يتم فيها استهلاك مختلف المنتجات من بينها، المشروبات الكحولية، حيث كان يعرف نشاط تسويقها حركة مكثفة، خاصة خلال الأسابيع الأخيرة من نهاية السنة، إلا أن جائحة كوفيد 19 كان لها تأثير في نشاط وتسويق الخمور، حيث سجل تراجع نسبي، مقارنة بالعام الفارط. وفي هذا الصدد، كشفت أرقام الجمعية الوطنية لمنتجي المشروبات والعصائر، عن تراجع نسبة استهلاك المشروبات الكحولية والخمور في الجزائر بنسبة 80 بالمائة خلال فترة الحجر الصحي المفروضة في أعقاب تفشي فيروس كورونا، وغلق كافة نقاط البيع، حيث تراجعت كمية الاستهلاك ب200 مليون لتر مقارنة مع السنة الماضية، كما سجلت منتجات 11 مصنعا للخمور كسادا هذه السنة. حجز أزيد من 31 ألف وحدة من الخمور خلال 03 أشهر الأخيرة ومع بداية الثلاثي الأخير من السنة الجارية، فإن تحويل وتوزيع الخمور بوهران عرف حركة نسبية، حيث دخل الموزعين والمسوقين في سباق مع الزمن لتسويق كميات معتبرة بالعديد من النقاط، لم يقتصر على المحلات المرخّصة، بل حتى تلك التي لا تملك تراخيص بممارسة هذا النشاط خاصة على مستوى المناطق النائية، والتي تفتقر للتواجد الأمني، حيث أضحت هذه النقاط في سباق مع الوقت لتمويل محلاتها بالخمور أسابيع قليلة عن "احتفالات الريفيو". وفي هذا الصدد، شدّدت مصالح الدرك الوطني لوهران، إجراءات مراقبتها على مستوى العديد من الطرقات والمناطق والأحياء، كما عملت على شنّ مداهمات بنقاط ترويج الخمور، حيث تمكنت خلال 3 أشهر الأخيرة من حجز أزيد 31 ألف وحدة من المشروبات الكحولية، لمختلف الأصناف والتي تم حجزها، أثناء دوريات لعناصر الدرك بالطرقات والأماكن المعزولة، حيث كان ينوي أصحابها تسويقها عبر مختلف مناطق الولاية، ليتم مصادرتها، إلى جانب المركبات باعتبارها وسيلة لتهريب، كما عملت مؤخرا مصالح الدرك والأمن على تضييق الخناق على مهربي الخمور أو المروجين لها بالمناطق النائية. من جهة أخرى أفادت مصالح الجمارك بالمديرية الجهوية لوهران، أن فرقها المتنقلة سجلت عمليات حجز هامة، قدرت بنحو 12 ألف وحدة من الخمور في عمليات متفرقة. وبالموازاة مع ذلك، فقد شهدت حركة استيراد منتوجات الخمور الفاخرة الروحية على اختلاف أصنافها خلال السداسي الأخير تراجعا، حيث تم استيراد 20 حاوية خلال 6 أشهر الأخيرة. وحسب مصادر مضطلعة، فإن كمية الواردات هذه جاء أغلبها بغرض تسويق نسبة معتبرة منها للفنادق، تزامنا مع احتفالات رأس السنة، وأضافت ذات المصادر، أن هناك مصانع تنشط في مجال إنتاج مشروبات "الجعة" المحلية، إلا أن هناك 3 مستوردين ينشطون في هذا المجال على مستوى ميناء وهران، حيث تعد إسبانيا وفرنسا المموّل الأول للسوق المحلية للمشروبات الأجنبية والتي تحمل ماركات عالمية معروفة مثل "الويسكي وبافاريا وترويغو" كما يتم استيراد البعض منها على شكل كميات كبيرة معبأة ببراميل ومن تم إعادة تجزئتها بعلب كانات أو قارورات زجاجية، وهي غير معفاة من دفع الرسوم الجمركية والقيمة المضافة وكذا قيمة الخزينة. "كورونا" كان لها أثر إيجابي في نظافة المحيط من بقايا الخمور من جهة أخرى، فقد أكد بعض عمال النظافة، أن جائحة كورونا والحجر الصحي، كان لها آثار إيجابية فيما يتعلق بالجانب البيئي، حيث تراجعت ظاهرة انتشار قارورات الخمور بالطرقات والأماكن العمومية والشواطئ، وهو ما خفّف من حدة تنقلاتهم اليومية، عبر الطرقات لجمع القارورات والعبوات، التي كانوا في السنوات الماضية يجمعونها بالآلاف بفعل تفاقم ظاهرة الرمي العشوائي والفوضوي للقارورات والتي كان يتخلّص منها مستهلكوها برميها بالمحيط دون مراعاة نظافة البيئة، حيث لم يكن الأمر يقتصر فقط على الطرقات المتواجدة خارج النسيج الحضري بل حتى وسط المدينة، أين أكد أحد عمال النظافة، أنهم كانوا يعملون يوميا على جمع أزيد من 1000 قارورة زجاجية إلى جانب عدد معتبر من علب الكائنات. وقد جاء هذا التراجع، تزامنا بين إغلاق المرافق العامة والحظر الشامل على مبيعات المشروبات الكحولية، كإجراء يستهدف منع الناس من ممارسة النشاطات الاجتماعية لمكافحة انتشار الفيروس. الاستهلاك المفرط للخمور لا يحمي من الإصابة بالفيروس وفيما يتعلّق بعلاقة فيروس كوفيد19 بالمشروبات الكحولية، فقد كانت منظمة الصحة العالمية قد حذّرت من مغبّة الاستهلاك المفرط للمشروبات الكحولية وهذا بعد أن انتشرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي مفادها أن الكحول يقضي على فيروس كورونا المستجد، وهذا غير صحيح، إذ أن استهلاك الكحول يؤدي إلى تفاقم الضعف الصحي، ومخاطر على الصحة العقلية، مشدّدة على أن شرب الكحول لا يحمي من الفيروس، بل قد يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة. كما حذّرت أن الكحول يعرض الجهاز المناعي في الجسم للخطر ويزيد من خطر النتائج الصحية السلبية، لذلك يجب على الناس تقليل استهلاكهم للكحول في أي وقت وخاصة خلال الجائحة، ودعت الحكومات إلى اتخاذ التدابير اللازمة التي تحد من استهلاك الكحول.