لم يتحمّل الحمراوة الخسارة الأولى في البطولة التي تكبّدها فريقهم المفضل مساء الثلاثاء أمام اتحاد العاصمة بميدان الأخير بواقع هدفين دون رد، حيث تهجّموا على الحكم أعراب وحملوه نصيبا مُهما من الهزيمة القاسية والمرّة التي تعرّض لها أشبال بلعطوي. كان الفريق منظما ومركزا بشكل جيّد إلى غاية اللحظات الأخيرة من عمر الشوط الأول، قبل أن يتعرّض المدافع الأوسط مصمودي إلى الطرد ودقائق قليلة بعد انطلاق الشوط الثاني، نجح الاتحاد في هزّ شباك الحارس ليتيم الذي لم يكمل المواجهة وتحصل هو الآخر على البطاقة الحمراء بعد عرقلته لاعب الاتحاد وهو ما سهل من مهمة أبناء سوسطارة الذين أضافوا الهدف الثاني وسيّروا اللقاء بالشكل الذي أرادوه، مستغلين تفوّقهم العددي مقابل انهيار تام لمعنويات رفقاء بن عمارة الذين لم يتمكّنوا من مسايرة الريتم وهزيمتهم جاءت في وقت حساس وأخلطت كل الحسابات. ويخشى المتتبعون أن يكون لها تأثير سلبي على روح المجموعة قبل استضافة مساء السبت شبيبة الساورة في داربي مفتوح على كل الاحتمالات. الأنصار ساخطون على أعراب تردّد اليوم، بأن الإدارة تنوي تقديم طعن على مستوى لجنة الانضباط التابعة للرابطة من أجل إعادة مشاهدة لقطة الطرد والتي تأكّد الجميع بأنه غير شرعي من أجل إلغاء البطاقة الحمراء وتمكين اللاعب من المشاركة مع فريقه بشكل طبيعي دون أن يتم إعادة النظر في نتيجة اللقاء، لأن الرابطة مهما كانت الظروف لن تعيد المواجهة مثلما يأمله الأنصار وفي أحسن الأحوال قد تلغي البطاقة الحمراء وهو ما سيتّضح لاحقا في حال مراسلة إدارة النادي فعلا طعنا على مستوى الهيئة المذكورة. رغم محاولة المدرب عمر بلعطوي تفادي انتقاد الحكم أعراب من مسؤولية الهزيمة وسعيه للتقليل من تبعات هذا التعثر في حديثه مع الصحافة في أعقاب اللقاء، إلا أن العارفين بالشأن الداخلي للمولودية، يدركون تمام الإدراك بأن هذا التعثر جاء في ظرف صعب تمرّ به التشكيلة التي تتواجد في منعرج حاسم قبل نهاية مرحلة الذهاب بأربع جولات وتكبّد تعثر جديد من شأنه أن يعيد الفريق إلى نقطة الصفر مقارنة ببدايته الإيجابية في البطولة وعلى هذا الأساس، فإن عمل نفسي كبير ينتظر الطاقم الفني من أجل شحن بطاريات اللاعبين من جديد بهدف إتمام ما تبقى من عمر البطولة في أحسن ثوب ومرتبة ممكنة. التقني متفائل بخروج أشباله من هذه الوضعية الصعبة وستكون حصة الغد، التي تعقب يوم راحة استفاد منه البارحة اللاعبون، مهمة جدا من أجل الحديث عن أطوار اللقاء المنصرم وما الذي حدث وكيف فقد اللاعبون معالمهم وتلاشت قواهم بعد طرد مصمودي في المرة الأولى وتلاقي هدف السبق للاتحاد ثم طرد ليتيم وما نتج عنه تلقي الحارس الاحتياطي ليمان الهدف الثاني وأكد المدرب بلعطوي بأن فريقه يملك من المقوّمات التي تسمح له للخروج من هذه الوضعية الصعبة. مشيرا إلى أن المجموعة التي يشرف عليها متجانسة ويمكن لأي مدرب أن يعمل فيها في ظروف جيّدة وهو واثق من قدراتها الفنية والمعنوية لتجاوز هذا التعثر. وبالإضافة إلى الحكم أعراب، فإن المدرب بلعطوي تلقى وابلا من الانتقادات وحمّله الحمراوة عبر المواقع الاجتماعية وعدد من المتتبعين، مسؤولية الهزيمة بحجة اختياراته غير الموفّقة رغم أن الفريق كان موفقا في الشوط الأول وطرد مصمودي كلّف الكثير. اختيارات المدرب محلّ استياء ولم يفهم المتتبعون سرّ إقحام المدرب بلعطوي لحميدي كجناح، رغم أن منصبه الأصلي مدافع أيمن وهناك من اقترح بإشراك فغلول في المحور رفقة مصمودي بدل بلقروي الذي ارتكب خطأ في لقطة الهدف الأول وإعادة حميدي إلى الرواق الأيمن، كما أن الاعتماد على لقرع في مُهمة الاسترجاع لم تعد صائبة وفعّالة واللاعب فقد الكثير من إمكانياته وتعويضه قد يكون ضرورة في قادم الجولات في نظر المتتبعين الذين ذهب بعضهم إلى حد المطالبة بإقالة بلعطوي وتعيين مدرب آخر مكانه لتفادي التراجع في جدول الترتيب. ويجهل في الفترة الراهنة موقف الرئيس الذي يقال بأنه طار إلى فرنسا وربما مصير بلعطوي قد يتحدّد على ضوء نتيجة مواجهة السبت أمام اتحاد الساورة التي سيخوضها التعداد دون الحارس ليتيم ومصمودي وبالمقابل قد يسترجع نعماني ومطراني.