النكسة كانت كبيرة، والفضيحة بحجم "الكشفة"، فلا أحد كان يتصور أن الفريق الوطني الجزائري ، وبعد النتائج الكبيرة التي حقّقها في بطولتي كأس العالم وكأس إفريقيا، سينهار بشكل مذلّ أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، التي تفنّن مبعوثو بعض جرائدنا الوطنية، في وصف مظاهر الفقر المريع الذي يعيشه مواطنوها، بل وإن بعضهم أكد بأن اتحادية كرة القدم لهذا البلد الفقير، قد تدخّلت لتغيير أفرشة غرف الفندق الذي يقيم فيه منتخبنا الوطني، لأن رائحتها كانت كريهة للغاية ومقززة للنّفوس، لكن لا أحد أشار لا من قريب ولا من بعيد، للروائح المنبعثة من "مجمع قذارة التسيير"، الذي يدير شؤون هذا المنتخب، والذي ألهم كل الجزائريين، وأشعل في قلوبهم نيران الوطنية المُتقدة، صحيح أن منتخبنا الوطني حقٌق الكثير مع مسيّري هذا "المجمع القذر"، في وقت مضى، ومردّ ذلك بكل تأكيد إلى عزيمة أشبال المنتخب الوطني، الذين تحدّوا القذارة وأهدوا للشعب الجزائري فرحة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، والبطولة الإفريقية، لكن التحدي لا يمكنه أن يتواصل، في ظل استمرار سياسة "قذارة التسيير"، فالروائح العفنة التي لم يشأ البعض أن يفتح لها خياشيم أنفه، انبعثت مساء أمس لتطال كل البيوت الجزائرية، وأصابت العديد ممّن تتبعوا مباراة العار ضد منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، بالغثيان والرغبة في التقيؤ.. لأننا انهزمنا وبشكل مهين ومذل ضد فريق، لا تملك دولته من شارع نظيف، سوى ذلك الذي يربط مطارها "الدولي" بالفندق الذي أقام فيه الخضر، -وحتى نظافته لم ترق لبعثتنا الصحفية..- لكن بكل تأكيد أنه فريق يحظى بتسيير واهتمام نظيفين، فرغم أنه مغمور، ولم يسطع نجمه قبل اليوم، إلا أنه عبث بلاعبينا الدوليين، ومسيرينا الذين فضلوا أخذ المؤونة والأكل معهم من الجزائر، لأن جمهورية إفريقيا الوسطى، لا تتوفر على الأجبان الرفيعة، والخبز الأبيض، والعصير اللذيذ... لكن مسؤولينا نسوا أن يتزوّدوا بالروح الوطنية، وحبّ الشعب، فكان أن عبثوا بالوطن والعلم وبالجميع. عكس زملائي في قاعة التحرير فضّلت ألا أشاهد المباراة على المباشر، لأن الروائح المقززة المنبعثة منذ أيام من "مجمع قذارة التسيير" وبالضبط منذ التعادل المهين مع تنزانيا في الجزائر، لم تمكّني من الحلم بتحقيق نتائج كبيرة، وكنت في أحسن الإحتمالات أرجّح أن يعود الخضر بتعادل يحفظ ماء الوجه، لذا لم تكن الصدمة قوية بالنسبة لي، لأننا كلنا صدمنا لمّا رفضت الإتحادية الوطنية لكرة القدم، جلب مدرب أجنبي يفوق أجره الشهري 40 ألف أورو، بدعوى أن القوانين تمنع ذلك، لكننا وبالمقابل لم نجد نصوصا قانونية تحمي الشباب الجزائري المغرم بفريقه الوطني، من هول الإنتكاسات المُذلة والمخزية، التي أوصلنا إليها مسيّرو الإتحادية، الذين يصرفون المبالغ الطائلة على "اللاشيء"، وأوصلنا إليها كذلك، حتى بعض المنابر الإعلامية التي باتت تفرض منطقها في استدعاء أو عدم استدعاء، هذا اللاعب أو ذاك، أو هذا المدرب أو ذاك... الفريق الوطني الجزائري الذي استهلك مبالغ مالية مهولة في التحضيرات والتربصات وغيرها، بات بفعل قوانين مقلوبة غير قادر على الاستعانة بمدرب أجنبي كفء حالما يتجاوز أجره 40 ألف أورو، فأي منطق هذا؟ وأي قانون هذا الذي يفرض على الجزائريين تقبل الخسارات المذلة؟ لا نقول كل هذا لتيئيس محبي الخضر، بل بالعكس من ذلك نلح على قوله، لتخليص أشبالنا في الفريق الوطني، ومحبيه، من الكوارث القادمة، إن لم يتم وبأسرع وقت ممكن، إيجاد الحلول للقضاء على "مجمع قذارة التسيير" فذاك وحده كفيل باستعادة أمجاد الخضر..