تعرضت أزيد من 300 هكتار من أجود المراعي بمنطقة "المرت" بقرية بلحاجي بوسيف بالعريشة جنوب ولاية تلمسان إلى السطو من طرف أحد المحظوظين، وفي هذا السياق تلقت "الوطني" عريضة موقعة ومرفقة بقائمة اسمية ونسخ لبطاقة التعريف عن 16 فلاحا وموالا من سكان وأعيان هذه المنطقة . العريضة الموجهة لوزير الفلاحة، والي تلمسان، والسلطات المحلية العسكرية منها والمدنية، تخص شكوى ضد الشخص الذي تمت تسميته ويقول أصحاب العريضة أنه "استحوذ على قطعة أرض رعوية تابعة لأملاك الدولة تقع بالمرت وتبلغ مساحتها التي قام بحرثها عشوائيا على امتداد 4 كلم وعرض يقدر ب 3 كلم، كانت تابعة لأملاك البلدية يرعى فيها الموالون بمواشيهم" ويؤكد أصحاب العريضة التي نددت بهذا الاستحواذ على المراعي، أن هذا الشخص استولى على مساحة هامة من تلك المنطقة الرعوية، وحول طبيعتها من أرض رعوية إلى فلاحية، مما هدد طابعها المميز الموجه للرعي وتربية الماشية وحولها إلى منطقة جرداء، ويضيف هؤلاء أن "المالك الجديد" لهذه الأرض التابعة للدولة، يقوم بحرث مساحات إضافية كل عام، بينما لجأ إلى منع الموالين القاطنين بالمنطقة من الرعي بالمنطقة . و يقول هؤلاء، إن العملية التي تمت للسطو على هذه المساحة الهامة، بدأت قبل 8 سنوات دون أن يجد رادعا قانونيا، وقد أخطر هؤلاء بلدية العريشة، ومصالح محافظة الغابات، ويطالب هؤلاء بضرورة تدخل السلطات العمومية للحفاظ على استقرار المنطقة من الهزات التي تتبع مثل هذه القضايا، وفي اتصال للوطني مع أحد موقعي العريضة، قال محدثنا إن قيام هذا الشخص بمنع الموالين عن المراعي، يهدد بنشوب فتنة كبرى بالمنطقة، التي عرفت قبل سنتين سقوط ضحايا نتيجة النزاعات التي غالبا ما تتجدد مع بداية موسم الحرث. ومن جانبنا اتصلنا برئيس بلدية العريشة، الذي أوضح أن هذا الشخص صدرت بحقه أحكام قضائية، ونظرا لغياب تشريع خاص بحماية السهوب والمراعي، فان تلك الأحكام غالبا ما تخص غرامات يقوم بدفعها، وفي نفس السياق، أكد رئيس بلدية العريشة أن السلطات العمومية، قررت بالتنسيق مع مصالح الغابات لمفتشية سبدو ومحافظة الغابات لولاية تلمسان، تحويل 200 هكتار من تلك الأراضي إلى محمية يتم تأجيرها للموالين من قبل المصالح البلدية، بعد غرس الأشجار العلفية. من جانبهم، أوضح الموالون بالمنطقة، أن هذا القرار لم يتم الشروع فيه، وأن هذا الشخص لازال يمنعهم من استغلال المنطقة لرعي مواشيهم، وهذا ما سيؤدي إلى مشاكل وصدامات بين الموالين، في حالة ما إذا لم يتم اتخاذ قرار عاجل . نشير إلى أن المنطقة السهبية لولاية تلمسان، تتكون من بلديات العريشة وسيدي الجيلالي والقور، وهي من أكثر الجهات التي تعرف نزاعات تخص السهوب والعقار السهبي، الذي استولى عليه أصحاب النفوذ، الذين يمارسون ضغطا رهيبا على السلطات.