أكد السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس الاثنين بالجزائر العاصمة أن الجزائر تبقى دائما حريصة على ما يجمع شمل العرب. واعتبر السيد بلخادم لدى إشرافه على افتتاح أشغال الندوة الفكرية السنوية "التربية و المواطنة" لمنتدى الفكر العربي والاجتماعات السنوية للجنة الإدارة و مجلس الأمناء والهيئة العمومية للمنتدى أن هذه الندوة هي "مناسبة للتطرق لموضوعين مهمين لهما ارتباط وأهمية مشيرا إلى أن "التربية هي أساس كل شيء". وأضاف أن مفهوم المواطنة "كثيرا ما يغيب عن الناس في دهاليز التخندق الفئوي والفكري والحزبي و ننسى أنها تجمع أبناء الوطن الواحد أي الوطن العربي". ودعا السيد بلخادم المشاركين في الندوة الى تقديم اقتراحات "تدعم المنظومة التربوية وتدعم مفهوم المواطنة في وقت نعيش فيه تدهورا سياسيا يكاد يعصف بكل ما نؤمن به منذ الصبا من قضايانا". كما ناشد الخبراء الذين جاؤوا من عدة دول عربية و الممثلين لعدة هيئات عربية للإسهام في الندوة "بما يمكن الوطن العربي من أن يسمو بجامعاتنا و منظومتنا التربوية إلى مصاف الريادة". وأكد وزير الدولة في هذا السياق أن "الكثير من الإحصاءات التي تصدر عن المنظمات لا تصنف منظومتنا التربوية و لا جامعاتنا في صدارات ترتيب الجامعات العالمية". ومن جهته شدد الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور همام غصيب على أن الندوة الفكرية بتركيزها على التربية و المواطنة هي تركز على "التربية من اجل المواطنة أي تربية النشء و سائر المواطنين على المواطنة". و هذا يعني --كما أضاف-- "التربية على ثقافة أداء الواجبات قبل التفكير في الحقوق و على الغيرية و الخيرية و على الحوار الحضاري الناضج الندي بكل ما يعنيه ذلك وعلى التمسك بدولة القانون و المؤسسات و العدالة الاجتماعية و المساواة وعلى الانتماء للوطن و الأمة". واعتبر السيد غصيب أن كل ذلك لن يتحقق عن طريق المناهج الدراسية و اساليب التدريس وحدها و إنما أيضا "بالممارسة الواعية ضمن نطاق الأسرة و المدرسة و الجامعة و المسجد و الكنيسة و الإعلام و الفن". و قال إنه خلال هذه الاجتماعات سيتجلى أن المنتدى "يستعد لمرحلة تأسيسية جديدة يقلب فيها النظر في فلسفته و أهدافه و آليات عمله" و بالتالي تقويم مسيرته في السنوات الأخيرة ووضع إستراتيجية شاملة للخمس سنوات المقبلة بانتظار تحويلها إلى خطط عملية مدروسة لها وقع على المواطنين في الوطن العربي. و أكد من ناحيته مدير التربية بالمنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة (ايسيسكو) السيد غريب زاهر إسماعيل أن هيئته تحرص على تحقيق هذه الندوة لفوائدها العلمية الرامية إلى التماسك الاجتماعي و احترام حقوق المواطنة و تنمية الشعور الحقيقي الصادق بالانتماء إلى الوطن بقيمه السامية. و سيتم خلال هذه الندوة العلمية التي ستدوم أربعة أيام تنظيم أربع جلسات تتضمن إلقاء محاضرات تلم بجوانب متعددة من موضوعي التربية و المواطنة و سيتم خلالها إطلاق النسخة العربية "من اجل قانون في خدمة الجميع" بالإضافة إلى اجتماع لجنة الإدارة و اجتماع مجلس الأمناء و اجتماع الهيئة العمومية. و تجدر الإشارة إلى أن منتدى الفكر العربي منظمة عربية فكرية غير حكومية أسست عام 1981 في أعقاب مؤتمر القمة العربي الحادي عشر في عمان بمبادرة من عدد من المفكرين و صانعي القرار العرب و يرأسه و يرعاه سمو الأمير الحسن بن طلال.