كادت مصلحة الحالة المدنية بالمدينةالجديدة أن تحترق بنار الغضب صباح الخميس الفارط بعدما ثارت ثائرة المواطنين الذين ملّوا من الانتظار دون أن يلتفت إليهم الموظّفون، فكسروا زجاج الشبابيك وحاولوا الدخول إلى المساحة التي يتواجد فيها الموظّفون الذين هربوا من مكاتبهم وطلبوا قوات الأمن . وسارع حصام زين الدين رئيس المجلس الشعبي البلدي إلى المكان بعدما أبلغ بالأمر، و تكفل بنفسه باستقبال المواطنين القادمين من الولايات الأخرى ليستلم منهم ملفات الطلب ويسلّمهم شهادة الميلاد الأصلية وال 12S في نفس اليوم ، ليسلّم في النهاية 200 شهادة 12 S بالإضافة إلى شهادات الميلاد الأصلية للمولودين في وهران الساكنين في ولايات أخرى، هذا دون حساب الوثائق التي سلّمتها المصلحة في نفس اليوم للقاطنين في وهران في ظل عدم انضباط المواطنين.وقد أكد هذا اليوم المشهود في مصلحة الحالة المدنية عدة حقائق أولها سوء التنظيم فلا تنظيم ولا مكتب استقبال لإرشاد المواطنين الذين يضطرون للملاكمة لمجرد سؤال، وثانيها أن عددا من الموظّفين لا ينجزون أعمالهم على أكمل وجه، فامرأة من عين تموشنت استلمت شهادة 12S غير مختومة، وأخرى من تلمسان قضت 5 أشهر ذهابا وإّيابا إلى وهران للحصول على ال12S الغالية ولما حصلت عليها وجدتها تحتوي على خطأ ظلت تنتظر تصحيحه مند الفاتح ديسمبر 2010. عشرات وعشرات المواطنين الذين ضيّعت الحالة المدنية مصالحهم أو حرمتهم من التسجيل لعروض عمل أنقضت آجالها وهم ينتظرون شهادة ميلاد. وقد كشف تسليم الشهادات ظاهرة أخرى هي أن عددا من الذين حضروا لدفع ملفات 12 S و استلام الشهادة ليسوا بطالبيها، ولا يعرفون عنهم شيئا. وأشترط حصام أن يكون صاحب الشهادة هو الذي يستلمها أو شخص يحمل وكالة رسمية. ليطرح السؤال :هل الذين قدّموا الملفات قطعوا عشرات الكيلومترات بدافع الصداقة أم جاءوا من الجوار بدافع التبزنيس؟ ولنعد إلى مصائب الحالة المدنية التي تبدأ من القطاعات الحضرية وخاصة القطاع الحضري الأمير ومصلحته المقابلة للقنصلية الإسبانية و التي طالما عانى منها المواطنون الأمرّين، حيث يحدث أن تتقاعس موظفة عن التفتيش عن شهادات الميلاد الأصلية ، ولا تكرّر إلا جملة واحدة على الدّوام هي: «لا يوجد، اذهبوا إلى المدينةالجديدة» .وإن وجدت شهادة الميلاد فإنها تحتوي في الغالب على أخطاء ويرد طالبوها ، ليحجّ كل سكان وهران إلى مصلحة المدينةالجديدة. وقد أمر حصّام أن يتم تحويل بعض الموظّفين و تنظيم الفوضى التي يخلقها المواطنون أنفسهم من خلال وضع حواجز حديدية لتحديد الطوابير بدقة ليتم العمل بسلاسة أكبر بعيدا عن المعارك التي تحدث يوميا. كما أكّد لنا أنه سيتخذ الإجراءات اللازمة لينهي فوضى الحالة المدنية ، كي يتمكن المواطنون من الحصول على الوثائق التي يحتاجونها بكل هدوء .