دعا محمد البرادعي المعارض المصري والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مقابلة حصرية مع قناة فرانس 24 أمس، الرئيس المصري حسني مبارك إلى الرحيل، مضيفا أن خطابه كان محبطا للمصريين. وبعد ساعات قليلة من الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري حسني مبارك والذي تعهد فيه بإجراء تغييرات سياسية واجتماعية عميقة، فضلا عن تكليف حكومة جديدة، خرج آلاف المواطنين المصريين صباح أمس إلى شوارع القاهرة للتعبير عن خيبة أملهم من هذا الخطاب وللمطالبة مجددا برحيل النظام والرئيس المصري. وأفادت الوكالات إن الآلاف يتظاهرون في وسط القاهرة ويرددون هتافات تطالب بتنحي الرئيس المصري من السلطة وإسقاط النظام بكامله، مشيرا في الوقت نفسه أن مسيرات سلمية أخرى انطلقت في مدن مصرية داخلية مثل الإسكندرية والسويس والإسماعيلية تطالب هي أيضا بحل مجلس الشعب ورفع حالة الطوارئ ورحيل مبارك وسط انتشار كثيف للجيش في الساحات العامة الكبرى والشوارع الرئيسية. ومن جهته، أكد محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يعد من أبرز وجوه المعارضة في مصر، أن خطاب مبارك كان مخيبا للآمال. وقال: الشعب المصري انتفض انتفاضة قوية منذ أربعة أيام وهناك ضرورة ملحة لبناء مصر جديدة ترتكز على أسس ديمقراطية، وهذا المشروع يمر عبر رحيل حسني مبارك الذي فشل في كل المجالات. وواصل البرادعي قائلا: كلمة مبارك مخيبة تماما، فهو استهان بذكاء المصريين ولم يفهم مطالبهم. كما دعا إلى وضع دستور جديد ودعا الولاياتالمتحدة إلى موقف واضح من الأحداث التي تجري في بلاده. الرسالة الأمريكية ليست جدية والشعب المصري شعر بإحباط عندما استمع إلى كلمة الرئيس أوباما الذي يبدو أنه لم يفهم مطالب الشعب المصري. وأعلن البرادعي أنه سيشارك اليوم في المظاهرات الاحتجاجية حتى تحقيق الإصلاح وإسقاط النظام وذلك رغم المضايقات والعقبات التي تفرض على تحركاته. وانتقد الحائز على جائزة نوبل للسلام التصرف الخشن لقوات الأمن إزاء المتظاهرين المسالمين: عندما توجه قوات الأمن خراطيم المياه على حائز على نوبل للسلام، هذا يدل أن هذا النظام في طريقه إلى الزوال. بعد أربعة أيام من المظاهرات، خرج أمس الرئيس المصري من صمته وألقى خطابا أعلن فيه تشكيل حكومة جديدة السبت وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية عميقة. وقال حسني مبارك إن طريق الإصلاح الذي اخترناه لا رجوع عنه أو ارتداد، سنمضي عليه بخطوات جديدة تؤكد احترامنا لاستقلال القضاء واحكامة ومزيد من الحرية للمواطنين. كما تعهد مبارك باتخاذ خطوات جديدة لمحاصرة البطالة ورفع مستوى المعيشة وتطوير الخدمات والوقوف إلى جانب الفقراء ومحدودي الدخل. مبارك الذي يتربع على السلطة منذ 30 عاما قال إنه كان دائما يؤمن بأن السيادة للشعب وسوف أتمسك دائما بحقه في ممارسة حرية الرأي والتعبير طالما تمت في إطار الشرعية والقانون. وأشار أنه تابع المظاهرات ومحاولات البعض لاعتلاء موجة هذه المظاهرات والمتاجرة بشعاراتها، معبرا عن أسفه لما أسفرت عنه من ضحايا أبرياء من المتظاهرين وقوات الشرطة.