أكدت مصادر متطابقة ل "الوطني"، أن صفارات الإنذار دوت، بعد منتصف ليلة الجمعة، في مختلف ثكنات الجيش الموريتاني، في ولاية تيرس زمور؛ شمال البلاد، حيث سارع الضباط والجنود إلى الالتحاق بوحداتهم. وبحسب المصادر؛ جيدة الإطلاع، فقد أبلغ شهود عيان المنطقة العسكرية الثانية برصد 10 سيارات "مشبوهة" تتحرك في مناطق حدودية مع الجزائر،وتخشى دول عديدة، ضمنها موريتانيا، من قيام تنظيم القاعدة بعمليات انتقامية لمقتل مؤسسه وزعيمه أسامه بن لادن، قبل أيام في عملية خاصة نفذتها المخابرات الأمريكية في باكستان.رفعت السلطات الموريتانية حالة الاستنفاد العسكري والأمني في جميع أنحاء البلاد وخاصة المحافظات الحدودية التي تشهد حركة غير معهودة للقطاعات العسكرية، في ظل توقع عمليات مسلحة يقوم بها "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب". وأعلنت حالة الاستنفار القصوى في الوحدات العسكرية، حيث أطلقت صفارات الإنذار، وسط معلومات عن رصد تحرك لسيارات اقتربت من الحدود الشرقية للبلاد وتحمل مسلحين ينتمون ل"القاعدة".ودفع الجيش بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، حيث قام بنقل وحدات قتالية من شمال البلاد لتعزيز الوضع العسكري في المناطق المواجهة لما يعرف ب"صحراء القاعدة".ولا تستبعد مصادر أمنية، أن يحرك الفرع المغاربي للقاعدة، بعض عناصره المسلحة من صحراء مالي، للدخول إلى موريتانيا، ومناوشة الجيش لتخفيف الضغط على عناصر التنظيم الذين يتعرضون للمطاردة منذ فشلهم في تنفيذ عملية كبيرة بنواكشوط شاركت فيها ثلاث سيارات.وفي هذا الإطار، أفاد مصدر أمني مالي، أن دول منطقة الساحل، قررت اتخاذ حزمة من الإجراءات الأمنية، لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة،على خلفية ما يحدث اليوم في ليبيا من معارك، أدت إلى استفحال ظاهرة تجوال الجماعات الإرهابية في المنطقة، والتي تم بموجبها، تمّ تكثيف عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات.وقال المصدر الأمني في مالي لوكالة الأنباء الفرنسية أمس،أنه "تم اتخاذ كل الإجراءات للتعامل مع أي احتمال من خطف الرعايا الغربيين في المنطقة، وجاء هذا التصريح،على خلفية تحذيرات الخارجية الفرنسية من مغبة اختطاف رعاياها في المنطقة"."الوطني" سألت قياديا في قوات الجيش الوطني الشعبي،حيث أكد هذا الأخير،أن كل التحركات عبرحدود الساحل تهم الجزائر،وأضاف ذات المتحدث، أن هناك تنسيقا كبيرا بين جيوش دول الساحل، وهو ما حثّ عليه الإجتماع الأخير لرؤساء أركان جيوش هذه الدول، وأضاف ذات المصدر، أن الحدود الجزائرية محصنة بشكل جيد، ليس فقط مع موريطانيا أو ليبيا، بل مع كل الدول. هذا وكان الجيش الجزائري قد ضاعف من قواته في الساحل الإفريقي، منذ إندلاع الأحداث في ليبيا، وما شهدته المنطقة من تحركات للقاعدة في الساحل الإفريقي .