قال الرئيس السوري، بشار الأسد، محدثاً الآلاف من أنصاره في ظهور مفاجئ له بساحة "الأمويين" بوسط دمشق أمس الأربعاء، إن أعداء سوريا في المراحل الأخيرة من مؤامرتهم، في ثاني كلمة له خلال أقل من أربعة وعشرين ساعة. وتابع الرئيس السوري بقوله: نمتلك الثقة بالمستقبل وامتلكها بكم ومن خلالكم لأننا سننتصر دون أدنى شك على المؤامرة." وردت الحشود المتجمعة بالهتاف: "بالروح بالدم نفديك يا بشار." وخاطب الأسد حشود مؤيديه: "عندما علمت أنكم قررتم النزول إلى الشوارع في عدد من الساحات في عدد من المحافظات السورية، شعرت برغبة عارمة أن أكون معكم في هذا الحدث، وأردت أن نكون معاً في ساحة الأمويين في قلب دمشق عاصمة المقاومة والتاريخ.. ولمن لا يقرأ التاريخ ليتعلم منها." وشهدت عدة مدن سورية الأربعاء تجمعات شعبية تأييداً للبرنامج الإصلاحي للرئيس الأسد، ورفضاً للتدخل الخارجي، وفق وكالة الأنباء السورية "سانا." وجاءت مشاركة الأسد للحشود في ساحة الأمويين بعد يوم على إلقاء خطاب على مدرج جامعة دمشق، قال فيه "إننا نعتمد سياستين نقوم بالإصلاح ونكافح الإرهاب"، مشيراً إلى أن كل من يساهم في الفوضى هو شريك في الإرهاب وسفك الدماء السورية. وشن خلال الكلمة هجوماً حاداً على جامعة الدول العربية، واصفاً إياها بأنها "مجرد مرآة لزمن الانحطاط العربي"، كما انتقد وسائل الإعلام الغربية قائلاً إنها تعمل على زعزعة الاستقرار في بلاده، كما نفى صدور أية أوامر من جانب مسؤولي نظامه بإطلاق النار على أي مواطن في سوريا. وقال الرئيس السوري الثلاثاء، إن "الأحداث المؤسفة"، التي تشهدها سوريا منذ 10 شهور، "فرضت ظروفاً مستجدة على الوطن"، وأضاف أنها "كلفتنا أثماناً ثقيلة أدمت قلبي، كما أدمت قلوب الآخرين." وكما ذكر في خطابه السابق في 20 جوان الماضي، جدد الأسد اتهاماته لأطراف دولية وإقليمية بالسعي إلى "زعزعة استقرار سوريا"، قائلاً إن أكثر من 60 قناة تلفزيونية، عربية وأجنبية، "تعمل ضد سوريا"، مشيراً إلى أن حكومته لم تمنع وسائل الإعلام من دخول سوريا، وإنما كانت تتبع معايير "انتقائية" للسماح بدخولها.