انعقد أول أمس اجتماع مجلس إدارة شركة مولودية وهران بفندق الروايال عوض الشيراطون لأسباب مجهولة، حيث كانت الساعة تشير إلى السادسة والنصف مساء، عندما بدأ الأعضاء الثمانية في الحضور تباعا، وكان أولهم الرجل المثير للجدل محمد بلحاج المعروف باسم بابا، والذي يغير رأية في كل دقيقة بخصوص توليه مهمة رئاسة عميد أندية الغرب من عدمها، وكان رئيس الفرع السابق العربي عبد الإله ثاني الحاضرين، مرفوقا بالمدير العام العام للإدارة حسان قلايجي، فيما تأخر الرئيس المستقيل يوسف جباري في الالتحاق بالاجتماع لأكثر من نصف ساعة، وهذا ما جعل الكل ينتظر قدومه حاله في ذلك كحال المساهم فيصل حفاف، الذي عبر عن امتعاضه الشديد من الطريقة غير الاحترافية التي يسير بها ناد من بحجم مولودية وهران، لأن الإدارة لم تعلمه بوجود اجتماع سوى ساعة فقط قبل انعقاده، واصفا الأمر على أنه مهزلة حقيقية. بابا كان مرفوقا بعدد كبير من مقربيه، الذين حتى وإن لم يكن لهم طابع رسمي لحضور أشغال الاجتماع المغلق، إلا أن صاحب مركب مزغنة فرضهم بقوة، بعد أن طلب من الأعضاء موافقتهم على وجودهم داخل القاعة، فكان له ذلك إذ أن بابا لا يقدم على أي خطوة حسب ما علمناه، إلا باستشارة هؤلاء في كل كبيرة و صغيرة. تظاهر العشرات من أنصار مولودية وهران أمام فندق الروايال وهتفوا بكل قوة، مطالبين بانتخاب بابا كرئيس للنادي، معبرين عن امتعاضهم الشديد من تعطل مصالح المولودية وعدم الشروع في عملية الاستقدامات، مع أن الوقت قد بدأ ينفذ، وحمل أنصار المولودية لافتات دعم لتشجيع صاحب مركب مزغنة على القبول بالمهمة، في ظل الأخبار التي كانت تتحدث عن تراجعه، وقوبل الرئيس المستقيل جباري عندما كان يهم بالدخول للفندق بعبارات جباري ارحل، إضافة لوابل من السب والشتم. تجمعت أعداد أخرى من الجماهير أمام مكتب جباري بحي البركي، وعبروا عن مساندتهم له وطالبوه بالبقاء والشروع في العمل على بناء فريق قوي، مشددين عن رفضهم لرئاسة بابا للنادي أو حتى قدوم المدرب شريف الوزاني لتدريب المولودية، ما يعطي دلالة واضحة حول الانقسامات الموجودة حاليا ما سيؤدي إلى حدوث ما لا يحمد عقباه مستقبلا، إذا ما استمر المتخاصمون على كرسي الرئاسة على هذا النحو، مما يستوجب دق ناقوس الخطر من وجهة نظر الكثير من المتتبعين. لا جديد في الاجتماع وعلى الرغم من أن اجتماع أعضاء مجلس الإدارة استمر لما يقارب الساعتين، بيد أن ذلك لم يفض لأي أمر ملموس أو قرار حاسم يحدد مستقبل النادي الذي يبقى يتسم بالغموض، والأمور لم تزدد إلا تعقيدا أمام التزام السلطات المحلية الصمت اتجاه ما يحدث، حيث تكتفي مديرية الشبيبة والرياضة بلعب دور المتفرج دون أن تقدم على أي خطوة لإيجاد حل بين الأطراف المتنازعة، وكأن قدر مولودية وهران هو اللعب دائما في الوقت بدل الضائع. استقالة جماعية لأعضاء مجلس الإدارة قدم أعضاء مجلس الإدارة وعددهم سبعة دون احتساب عضوية النادي الهاوي، الذي يمثله يوسف جباري استقالة جماعية دون تقديم أسباب منطقية، وهو ما يزيد من هموم ومشاكل عميد أندية الغرب الذي وجد نفسه بدون أي هيئة مسيرة، بعدما كان يبحث بالدرجة الأولى عن رئيس للنادي، كما أكد يوسف جباري بأنه متمسك باستقالته ولا يريد الاستمرار في مهمته، لأنه سئم بقاء الأوضاع على حالها، وما يثير التساؤلات حول جدية جباري في استقالته، هو أن المدير العام للادارة حسان قلايجي كشف قبل بداية الاجتماع بأنه ولحد الآن لم يتلق أي استقالة رسمية من طرف جباري، حسب القوانين المحددة لعمل الشركات. وعقب الإعلان عن الاستقالة الجماعية، كشف الأعضاء المجتمعون إلى أن ذلك راجع في الأساس إلى غياب الحماية الأمنية اللازمة لهم، خاصة في ظل الانقسامات الموجودة حاليا بين الأنصار، وأضافوا بأنه من غير المعقول الاستمرار في العمل أمام مثل هذه المضايقات المتواصلة، إذ أن الجميع معرض للسب والشتم والاهانة العلنية، وهو أمر غير مقبول إطلاقا حسب تعبيرهم، وفي هذا الصدد طالبوا بتدخل السلطات المحلية وعلى رأسهم والي وهران ومديرية الشبيبة والرياضة إضافة لمديرية الأمن الولائي لوضع حد لمثل هذه التصرفات. الجمعية العامة للمساهمين عقدت أمس
عقب إعلان الاستقالة الجماعية، أكد حسان قلايجي الذي أعلن تركه لمنصبه كمدير عام للإدارة لأسباب صحية حسب قوله، بأن اجتماعا موسعا يكون قد عقد أمس للجمعية العامة للمساهمين وهذا من اجل انتخاب أعضاء مجلس إدارة جدد لتعويض المنسحبين، وبناء عليه سيتم أيضا اختيار رئيس جديد للنادي سيتولى أمور المجلس مستقبلا، وحسب مصادرنا الخاصة فان بابا وإن كان قد أعلن أول أمس رفضه تحمل المسؤولية، بيد أن هناك مؤشرات توحي بإمكانية قبوله الرئاسة، خاصة وأن شغور المناصب الأخرى سيمنح له الحرية أكثر، ومن الممكن أن يزج بعدة أسماء مقربة منه في مجلس الإدارة. بابا يشترط ضمانات ويهدد رئيس لجنة الأنصار وصرح محمد بلحاج بأنه وعلى الرغم من الطريقة التي يعامل بها في كل مرة يريد خلالها ترأس النادي، إلا أن مصلحة عميد أندية الغرب تهمه كثيرا، مشيرا إلى أن السلطات المحلية مطالبة بمنحه ضمانات ملموسة من أجل قبوله بالمهمة، في ظل الظروف الراهنة وإن لم يكشف بابا صراحة نيته في التراجع عن قرار انسحابه بدون رجعة، لكن التصريحات التي أطلقها تركت الباب مفتوحا على جميع الاحتمالات. من جهة أخرى، هدد محمد بلحاج بإيداع شكوى لدى مصالح الأمن ضد رئيس لجنة الأنصار فضيل سالم متهما إياه بتحريض الأنصار على التظاهر ضده، ورفع لافتات معادية له، مما تسبب في تفرقة الجماهير المحبة للنادي وهو ما أضر كثيرا بمصالح المولودية كثيرا، وواصل بابا توعده بالقول أنه مستعد للذهاب مع هذا الشخص إلى ابعد الحدود وأمام الجهات الأمنية، وحتى اللجوء إلى القضاء من أجل وضع حد لتجاوزات رئيس لجنة الأنصار.
