أقام معهد المخطوطات العربية بالدقي في القاهرة الخميس الماضي، احتفالية بيوم "المخطوط العربي"، شارك فيها عدد من الخبراء والباحثين من مصر وخارجها، وحضرها جمهور من المثقفين والمهتمين بالتراث، وتستمر الاحتفالية حتى 12 أبريل الجاري. وينظم المعهد عددا من المعارض التراثية وورش العمل والمحاضرات التثقيفية طوال مدة الاحتفالية في عدة أماكن، منها مكتبات الإسكندرية والأزهر وجامعة القاهرة ودار الكتب، إضافة إلى دارة الملك عبد العزيز بالسعودية، وجمعية الدعوة الإسلامية في ليبيا. وقال الأمين العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) عبد الله حمد محارب: "لقد وفينا بالعهد بأن يكون للمخطوط العربي يوما سنويا، اخترنا له الرابع من أبريل ، وهو اليوم الذي أنشئ فيه معهد المخطوطات العربية عام 1946".وأشار إلى أن علوم العربية جميعا حملها إلينا هذا المخطوط، الذي استطاع -رغم سطوة عوامل التلف واعتداءات الإنسان وظلمه- أن يقهر الزمن ويصل إلينا بجسده وروحه، مختزنا حمولة معرفية وثقافية وعلمية وفنية وحضارية متميزة. وأكد محارب أنه حان الوقت للانتقال بالتراث، الذي يمثله المخطوط، من قاعات الدرس المغلقة وصالونات الثقافة إلى الفضاءات المفتوحة، والهبوط به من علياء النخبة ومحاوراتها ومجادلاتها، إلى واقعية المثقف العام واهتماماته اليومية. ومن جهته أكد عميد معهد المخطوطات العربية د. فيصل الحفيان أن الاحتفاء بيوم المخطوط العربي هو درس وحفز وكشف واكتشاف، ومقاربات للعوالم المعرفية والجمالية والحضارية، لما يحمله هذا الوعاء التاريخي من ذلك كله.وأضاف الحفيان "نحن بهذا الاحتفاء نريد أن نحقق الانتقال من الماضي إلى الانتقال به إلى الحاضر، أو توظيفه، فما عاد يكفي أن نعرف الماضي ونُعرٍف به، بل أصبح لزاما أن ننظر في شأنه نظرا يتيح لنا أن نفيد منه، حتى يصبح جزءا من حياتنا العصرية، وداخلا في نسيجها". ومن جانبها قالت الأستاذة بكلية الآداب جامعة القاهرة إيناس عباس إن أهم ما يميز يوم المخطوط العربي أنه فعالية تحاول الوصول إلى غير المتخصصين، كي تعرّف عموم الناس بتراثهم وحضارتهم، وتربطهم بتاريخهم. وأشارت إلى أن الاحتفالية اهتمت بالناشئة والشباب، وقدمت لهم ما يثير اهتمامهم من خلال ورش عمل تمكنهم من التعامل مع قطع من تراثهم مثل: ورش صناعة الإسطرلاب والأحبار، وورش الاختراعات، والأمسيات الفلكية واستكشاف النجوم، وورش صناعة المخطوط وتجليده، إضافة إلى العروض السينمائية. ومن جهته قال سفير كوسوفو بالقاهرة بكر إسماعيل "نحن في أشد الحاجة إلى من يعاوننا في الحفاظ على ما تبقى من مخطوطات عربية في بلاد البلقان، وخصوصا كوسوفو وألبانيا، لأن الاحتلال الصربي قد أتى على معظمها حرقا وتدميرا".وأضاف إسماعيل "لا تزال توجد مجموعة غير قليلة من المخطوطات، تحتاج للتحقيق والفهرسة والترميم، في المكتبة القومية، وفي مكتبة المشيخة الإسلامية بكوسوفو، بل وفي البيوت التي نجت من الحرق والتدمير، أثناء الحرب الصربية الأخيرة". وكرمت الاحتفالية في الأخير، شخصية العام التراثية العالم الكويتي د. عبد الله يوسف الغنيم رائد علم الدراسات التراثية الجغرافية الذي ارتبط اسمه بالجغرافي واللغوي العربي الكبير "أبي عبيد البكري"، صاحب كتاب "المسالك والممالك"، و"معجم ما استعجم"، والربان ابن ماجد صاحب "الفوائد"، وأحد أعلام "علم البحار". كما تم تكريم صاحب كتاب العام التراثي "عبقرية التأليف العربي"، العالم المصري د. كمال عرفات نبهان، وهو صاحب نظرية غير مسبوقة في مجال علم الببليوغرافيا والمعلومات. *عن الجزيرة نت بتصرف*