ينظم مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية ومعهد المخطوطات العربية بالقاهرة دورة تدريبية بعنوان "أُسُس تحقيق النُّصوص (مقدمات دخول عالم النص)"، للعاملين في مكتبات المخطوطات ومراكز تحقيق النصوص والباحثين المعنيين، بمكتبة الإسكندرية في الفترة من 23 إلى 27 سبتمبر. يشرف على الدورة الدكتور فيصل الحفيان؛ منسق برامج معهد المخطوطات العربية بالقاهرة. وتُقدم الدورة للمهتمين بقضايا المخطوطات والتراث، وأخصائيي المخطوطات بالمكتبات ومراكز المعلومات، وباحثي الدراسات العليا، ومحققي النصوص. يقدم الدورة الدكتور حسن الشافعي؛ أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة ورئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والدكتور عبد الستار الحلوجي؛ أستاذ المكتبات والمعلومات بكلية الآداب، جامعة القاهرة، والدكتور فيصل الحفيان، والأستاذ محمد عزير شمس؛ باحث ومحقق في التراث. وقد الأستاذ رامي الجمل؛ نائب مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، إن هذه الدورة تعد أولى الخطوات على طريق شراكة أكاديمية بين معهد المخطوطات العربية ومركز المخطوطات، تتبعها خطوات أخرى تهدف بالأساس إلى تدعيم التوجه الأكاديمي للمركز وللمعهد معاً، وذلك من خلال تدريب الباحثين والاختصاصيين وتبادل الخبرات الأكاديمية والفنية في مجالات تحقيق النصوص، والنشر التراثي، والتدريب وتبادل الخبرات. تقوم فلسفة الدورة على فكرة التفصيل، حيث تتوقف عند مفردات عملية التحقيق ومسائلها مبتدئة بمرحلة ما قبل الدخول إلى عالم النص، لذلك فهي تجمع بين المحاضرات النظرية والورش التطبيقية في نحو24 ساعة تدريبية موزعة على خمسة أيام. وتركز هذه الدورة على تلك المرحلة التي تسبق الدخول إلى عالم النص، والتي هي بمثابة التأسيس الذي سيقوم عليه عمل المحقق، وذلك بدءًا من اختيار النص والتقدير السليم لقيمته وفقه أبعاده، مرورًا بتحقيق ركنيه: العنوان، واسم المؤلف، وضبطهما وتوثيقهما. وتتناول الدورة الخطوة المهمة المتمثلة في التعرُّف على النص لتأكيد الارتباط بين الركنين المشار إليهما من ناحية، وبين ما تحتهما من المحتوى من ناحية، والاطمئنان إلى ذلك كله عن طريق معايشة المصادر من ناحية أخرى، ومايلى ذلك من البحث عن النسخ مما يستلزم استطلاع النسخ ومعرفة الأدوات الموصلة إليها، وأخيرًا نقد هذه النسخ لبيان العلائق التي تربطها، ومن ثمَّ تصنيفها، بمراعاة الأسس العامة التي قد تتعارض فيلزم المحقق أن يحاكمها، فيقدم ما حقه التأخير، ويؤخر ما حقه التقديم مستجيبًا لخصوصية النص ونسخه. وتتطرق الدورة أيضًا إلى تأصيل النسخ من خلال "طريقة النواقص المهمة" التي طبقها الغربيون على مخطوطاتهم الإغريقية واللاتينية، وهي ذات جدوى كبير في باب نقد النسخ.