انتقلت حمى الاحتجاجات من ولاية الطارف إلى عنابة، حيث خرج عشرات الشباب، أمس، ببلدية وادي العنب الواقعة على بعد 30 كلم غرب مقر عاصمة الولاية عنابة في حركة احتجاجية عارمة حاصروا خلالها مقر البلدية لعدة ساعات. وبعد تدخل مصالح الأمن التي استعملت الحكمة في تفريق المعتصمين انتقلت الحركة الاحتجاجية إلى المحور الرئيسي الرابط بين مقر البلدية وعاصمة الولاية على الطريق الوطني رقم 44 أين قام الشباب بوضع المتاريس والحجارة وإضرام النار في الإطارات المطاطية، مما تسبّب في شل حركة المرور بالطريق السّيار الرابط بين عنابة وقسنطينة قرابة ساعتين، ولم يتم تحرير حركة المرور إلا بعد تدخل عناصر الدرك الوطني التي فرّقت جموع المتظاهرين. وحسب أراء بعض الشباب، فإن الأسباب الرئيسية التي دفعتهم للتعبير بهذه الطريقة والخروج إلى الشارع هو انسداد قنوات الحوار مع مسؤولي البلدية وحالة الإهمال والتهميش التي يعيشها سكان بلدية واد العنب، خاصة بمقر البلدية الأم وحي ذراع الريش، أهم أحياء البلدية والذي يقطنه أزيد من 3 ألاف ساكن. وكان مطلب التشغيل والحصول على عقود عمل مؤقتة ضمن برنامج التشغيل الذي وضعه رئيس الجمهورية للشباب القطرة التي أفاضت كأس المحتجين الذين اتهموا السلطات البلدية صراحة بحرمانهم منها، كما أكدوا ل"اليوم" أن هناك بعض الإستفادات تمت" تحت الطاولة" على حد تعبيرهم بالإضافة إلى مشكل النقل خاصة بحي ذراع الريش والذي يشهد فوضى كبيرة، حيث يعاني سكان الحي خاصة العمال منهم من متاعب كبيرة عند تنقلهم إلى عاصمة الولاية، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية الأخرى كضعف الإنارة وانعدام غاز المدينة الذي استفاد منه سكان مقر البلدية، فيما يبقى الثالوث الأسود، الفقر والبطالة والآفات الإجتماعية تعشش بأحياء بلدية وادي العنب، إحدى أفقر بلديات ولاية عنابة ال 12.