تجاهلت الصحف المصرية الصادرة أمس زيارة الرئيس المصري حسني مبارك للجزائر أول أمس، حيث عمدت إلى تسبيق خبر محادثات الرئيس المصري مع الفرنسي ساركوزي، ونسبت الكتابة في موضوع الزيارة للإذاعة والصحف الجزائرية كي لا يبدو موقفها الباهت من الحدث. * الحدث كان زيارة خاطفة للرئيس المصري حسني مبارك إلى الجزائر للقيام بواجب العزاء للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في وفاة شقيقه الدكتور مصطفى، وخططت الرئاسة المصرية لتكون محطة توقف قبل الزيارة الرسمية التي يؤديها الرئيس المصري إلى فرنسا كي ترفع الحرج عن كونها أول زيارة رئاسية بين البلدين بادر بها الرئيس حسني مبارك للجزائر منذ توتر العلاقات بين البلدين على أعقاب مباراتي كرة القدم بين فريقي البلدين والتي انتهت إلى التداعيات الخطيرة التي يعلمها الجميع، بعد تجاوزات الإعلام المصري في حق الجزائر ورموزها. * لكن الحدث لم يبرز في أكبر الصحف المصرية التي لم تكون لها رأيا من الزيارة المفاجئة وفضلت تجاهلها، رغم كونها نشاط رئاسي، حيث كتبت صحيفة "الجمهورية" حول المحادثات الفرنسية المصرية لتنهي المقال بتصريح مقتضب للرئيس مبارك حول الزيارة قال فيه إن مباحثاته مع الرئيس بوتفليقة "تناولت القضايا العربية والإفريقية وتوسيع مجلس الأمن الدولي وجميع القضايا التي تهم مصر والجزائر كدولتين عربيتين وإفريقيتين"، لتضيف في جملتين "وكان الرئيسان مبارك وبوتفليقة قد عقدا جلستي مباحثات بمقر "إقامة الدولة" بالعاصمة الجزائرية فور وصول الرئيس مبارك لتقديم التعازي للرئيس بوتفليقة في وفاة شقيقه". أما تصريحات الوزير أبو الغيط فنقلتها عن الإذاعة الجزائرية في بضع جمل. * وذهبت "الأهرام" إلى حد التعتيم على الزيارة، التي يبدو أنها جاءت لحل مشاكل اقتصادية تعانيها مصر أكثر من "المجاملة والأخوة"، حيث عنونت "إعلام الجزائر يبدي اهتماما كبيراً بزيارة مبارك"، لتقول إن وسائل الإعلام الجزائرية أبدت اهتماما كبيرا بزيارة الرئيس حسني مبارك إلى الجزائر أمس والتي استغرقت عدة ساعات قدم خلالها تعازيه للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في وفاة شقيقه، ونقلت عناوين الصحف الجزائرية العمومية أكثر من الخاصة. * أما "المصري اليوم" فكتبت بالبنط العريض "للمرة الأولى منذ الأزمة الكروية.. مبارك يزور الجزائر لمواساة بوتفليقة فى وفاة شقيقه" قال صاحب المقال إنها "بادرة من شأنها كسر حالة الجمود الذي تسود العلاقات بين البلدين منذ مباراتي كرة القدم بين منتخبيهما، فى نوفمبر الماضي، زار الرئيس حسنى مبارك، الجزائر لتقديم واجب العزاء للرئيس بوتفليقة في وفاة شقيقه الذي توفى الجمعة الماضي". * واصطحب مبارك وفداً رفيع المستوى ضم أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، والدكتور زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، في أول زيارة يقوم بها للجزائر منذ الأزمة التي نشبت في نوفمبر من العام الماضي.