اجتماع طارئ بدار الشعب اعتبره المضربون مناورة لسيدي السعيد خرج صباح أمس ولليوم الثاني على التوالي أزيد من 8000 عامل بالمنطقة الصناعية الرويبة في مسيرة سلمية جابوا خلالها الطريق الرابط بين الشركة الوطنية للسيارات الصناعية "سوناكوم" ومجمع "فرويتال" وناشد العمال خلال مسيرتهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التدخل شخصيا لإنصافهم بإلغاء قرارات الثلاثية. لم تمنع الأمطارالغزيرة المتساقطة أمس على العاصمة عمال الشركة الوطنية للسيارات الصناعية بمعية بقية زملائهم من المنطقة الصناعية بالرويبة من تنظيم مسيرتهم السلمية لليوم الثاني على التوالي والاستمرار في إضرابهم المفتوح للأسبوع الثاني وانطلقت المسيرة التي حضرها أزيد من 8000 عامل من بينهم 6000 عامل من "السوناكوم" من مقر الشركة الوطنية لصناعة السيارات وصولا إلى مجمع الصناعات الغذائية "فرويتال" ليتم توقيفها من طرف قوات الشرطة والدرك الوطني تفاديا لأية انزلاقات بعد أن قرر المحتجون توسيع مسيرتهم لتجوب مختلف المصانع المتواجدة بالمنطقتين الصناعيتين للرويبة والرغاية. وقبل انطلاق المسيرة نظم العمال وممثلو العمال جمعية عامة أكدوا خلالها على عدم وجود أي تحرك من طرف السلطات العمومية أمام المطالب المرفوعة إليها، كما شدد العمال على تمسكهم بالإضراب المفتوح إلى غاية التكفل بانشغالاتهم. وأمام الصمت المطبق من طرف الحكومة وعدم وجود أية أشياء ملموسة من شأنها إزاحة الغبن عنهم، ناشد المحتجون رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التدخل المباشر لإنصافهم والنظر الى مطالبهم "المشروعة" وفي مقدمتها الأجور والتقاعد وتأتي هذه المسيرة في الوقت الذي عرفت فيه جميع الوحدات الصناعية التابعة ل "سوناكوم"على غرار قسنطينة، وهران وعنابة وبشار وتلمسان وذلك إلى غاية تلبية جميع مطالبهم. هذا وعقدت أول أمس الاتحادية الوطنية لعمال المعادن مكانيك والإلكترونيك اجتماعا طارئا مع الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد للمرة الثالثة بهدف إيجاد حلول لمطالب عمال المركب الصناعي للسيارات وبعض المؤسسات التابعة للقطاع المهني بالمنطقة الصناعية. وبحسب بيان صادر عن الاتحادية، تلقت "اليوم" نسخة منه فإن أمانتها طالبت من سيدي السعيد الإسراع بإعطاء الإشارة الخضراء من أجل التفاوض الجماعي مع شركات مساهمات الدولة التابعة للقطاع وهذا لتتمكن الاتحادية من تحسين الوضعية الاجتماعية وتحسين أجور كافة عمال القطاع. كما دعت الاتحادية كافة نقابات المؤسسات التابعة للقطاع أن تزودها بالاقتراحات التي تراها تخدم مصلحة العمال والمؤسسة فيما يخص سياسة الأجور وكذا تزويدها بالاقتراحات فيما يخص التقاعد المسبق لتمكين ممثلي الاتحاد العام للعمال الجزائريين الموجودين في فوج عمل التقاعد للدفاع عن هذا الملف، إضافة إلى هذا طالبت الاتحادية من المركزية النقابية بمواصلة المساهمة من أجل التطهير المالي للمؤسسات التابعة للقطاع المهني وهذا من أجل بقائها في السوق والحفاظ على مناصب الشغل والتوظيف. كما باركت أمانة الاتحادية القرار المتخذ من طرف الهيئات العليا فيما يخص تشجيع المؤسسة الجزائرية والمنتوج الجزائري. وفي هذا الإطار أكدت ممثلة العمال سامية بوجناح في تصريح ل"اليوم" بأن الاجتماع الطارئ للمركزية يدخل في إطار مناورات سيدي السعيد والعمال لم يتلقوا أية أشياء ملموسة حول مطالبهم مشيرة إلى أن العمال فقدوا الأمل في التفاوض مع المركزية النقابية التي قالت بأنها لم تعد تمثلهم داعية في هذا الإطار رئيس الجمهورية التدخل لأنه بحسبها الشخص الوحيد القادر على إنصافهم بإعادة النظر في النتائج التي تمخصت عن الثلاثية.