قالت أن ابنها يعاني من "الحقرة" ووزير التضامن جمال ولد عباس يعد ولا يفي بوعوده تبقى عائلة المصارع البطل عمار بن يخلف، عينة من معاناة الأبطال المهمشين والوضعية الاجتماعية المزرية التي يعيشونها، رغم أنهم شرفوا الجزائر في مختلف المحافل الرياضية الدولية، هذه الفئة التي قمنا بزيارتها بحي بوبصيلة بالحراش، إنها أسرة صاحب الميدالية الفضية في أولمبياد بكين التي التقيناها واشتكت لنا تهميش السلطات، رغم ان ابنها جعل النشيد الوطني يدوي عاليا في العاصمة بكين. ورغم تواجد المصارع "عميمر" -كما يحلو للمقربين منه تسميته -بروسيا في تربص إعدادي تحضيرا للبطولة الإفريقية في أفريل المقبل، إلا أننا حظينا بترحيب حار من طرف الوالد عمي رابح الذي استقبلنا في بيته مع أفراد عائلته في جو حميمي حتى نسينا أننا في زيارة عمل. وبعد تعرفنا على الجميع أدركنا ان الأدب والأخلاق التي يتميز بها "عميمر"لم تكن مصادفة، فالأب رابح وزوجته أحسنا تربية ابنهما وتكوينه وتشجيعه لمواصلة المشوار. وفي بداية الحديث مع رب الأسرة، لم يتوان في محادثتنا والتعبير عن معاناته جراء ما يحدث لابنه، حيث صرح قائلا : "لقد ربيت ابني وساندته في مشواره إلى جانب والدته بكل ما استطعت وتعبت جدا في ذلك لان ظروف المعيشة كانت جد قاسية، وبعد ان تألق ولدي ورفع راية بلده في المحافل الدولية الكبرى لأول مرة في تاريخ الجيدو الجزائري، انظروا كيف يعيش مهشما بمعنى الكلمة لا تكريمات ولا منح، حتى ابسط حقوقه حرم منها، ورغم انه يملك الضمانات والوعود للاستفادة من منزل خاص به إلا ان لا شيء من هدا القبيل حدث، سوى مبلغ رمزي منح لابني من طرف الدولة بقيمة مئة وخمسين مليون سنتيم، فهل هكذا يكافأ الأبطال؟". لتضيف السيدة بن يخلف والدة المصارع، أن وزير التضامن والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج، جمال ولد عباس، وعد وأمام الملأ بدفع مبلغ مئتي مليون سنتيم للديوان الوطني للتسيير العقاري في حفل تكريم أقيم على شرف المصارعين عمار بن يخلف وزميلته صورية حداد بعد اولمبياد ببكين، لكن الوعد اخلف بعدها من طرف وزير مسؤول. وعن تأثر عمار بعد تهميشه وإحساسه بالظلم، خاصة بعد الإشاعات التي طالته، قالت والدته "لقد وصل ولدي إلى مرحلة من اليأس اثر ما تعرض إليه، خاصة وانه جاهد من اجل تشريف وطنه على حساب صحته وحياته الخاصة حتى سميته (المجاهد)، لكن الحزن سيطر علي طموحه مما دفع به إلى التفكير في الانسحاب والتخلي عن أحلامه، حتى مهمة المطالبة بحقوقه أوكلها لوالده، غير أني ووالده لم نكف يوما عن تشجيعه والدعاء له، وأنا أقولها وأكررها امام الجميع ابني تعرض ل(الحقرة) و(الحقرة) في بلده، وهو الذي رفض اللعب لبلد آخر، رغم العروض التي تلقاها وأهمها من فرنسا و من قطر". ووسط هذه المعاناة لم يسع عائلة بن يخلف سوى طلب الالتفاتة من الدولة، حسب قول عمي رابح " ابني وعد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برفع علم الجزائر وفعل، لكن أين هي وعود الدولة لابني؟". وفي ختام زيارتنا لهذه العائلة البسيطة، طلب منا رب الأسرة إيصال رسالة عبر جريدة "اليوم" للمطالبة بحقوق المصارعين الجزائريين صاحبي اللقبين الأولمبين عمار بن يخلف وصورية حداد التي عانت هي أيضا من التهميش. ولان الجزائر تملك الأبطال، فإن المصارعين لا يزالان يجتهدان ويقدمان كل ما بوسعهما لتشريف الجزائر إلى جانب بقية الأبطال الجزائريين الكثر.