علمت" اليوم" من مصادر موثوقة أن الشرطة القضائية لولاية تبسة قد فتحت تحقيقا بحر الأسبوع شمل مصلحة الصفقات بمؤسسة "أرسيلور ميتال "عنابة بناء على أمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة لعوينات بعد تلقيها لتقرير من طرف مجموعة من عمال منجمي "الونزة" و"بوخضرة" يؤكدون فيه استفادت إحدى المؤسسات الخاصة المقربة من إطار نافذ بشركة أرسيلور ميتال تبسة من صفقة مشبوهة قيمته حوالي 6.2 مليار سنتيم المبلغ الإجمالي لفاتورات مضخمة لمشاريع لم تنجز أصلا. في سياق أخر، وحسب ذات المصادر، فإن إدارة المجمع الدولي "أرسيلور مييال" تكون قد راسلت إدارة الفرنسي "برنار بوسكي" بعنابة تطالبه من خلالها باسترجاع كل المستحقات المالية المتراكمة على عاتق مؤسسة "قراند وركس سميث" والمتعلقة باستهلاك الوقود والكهرباء والهاتف وخدمات أخرى كانت المؤسسة قد استفادت منها منذ سنة 2004 والتي قدرت بنحو 300 ألف دولار، كما تضمنت المراسلة ذاتها مطالبة المؤسسة المتهمة بتسديد القرض المقدر ب9.3 مليار سنتيم والذي استفادت منه سنة 2007. فضيحة مؤسسة "قراند وركس سميث" أقلقت السفارة الهندية بالجزائر التي أرسلت مبعوثها إلى عنابة للقاء السلطات المحلية وزيارة مواطنيها الموقوفين على ذمة التحقيق بعد إيداعهم الحبس الاحتياطي بناء على أمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار ويتعلق الأمر بكل من" أقراولا ساتيام" ومساعده "براكاش جايا". وتضيف مصادر" اليوم" أن الرعيتين الهنديتين تنتميان إلى عائلة " أقراولا" الهندية المشهورة بمؤسساتها المختصة في استرجاع الخردوات الحديدية والفولاذية والتي استفادت من عقد صفقات استرجاع هامة بعدة دول من العالم الثالث بأفريقيا وأوروبا الشرقية. للتذكير فإن مسؤولي مؤسسة" قراند وركس سميث" قد وجهت لهما عدة تهم خطيرة أهمها المساس بالاقتصاد الوطني، وكان الفضل في كشف هذه القضية لنقابة مؤسسة أرسيلور ميتال عنابة التي راسلت الإدارة نهاية شهر ديسمبر 2008، هذه الأخيرة أمرت بفتح تحقيق أدى إلى كشف الفضيحة التي كلفت مركب الحجار خسائر كبيرة ناهزت حسب التحقيقات الأولية قرابة 20 مليار دينار،تحقيقات قادتها بكل أمانة واحترافية عناصر المركز الإقليمي للبحث والتحري بكل من ولايتي عنابة وقسنطينة. حميد.ب فيما يبقى 07 ألاف عامل بأرسيلور ميتال رهينة صراعات شخصية هل ينجح سيدي السعيد في رأب الصدع بين منادي وقوادرية؟ حل أمس الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد بمركب الحجار سابقا لتنشيط تجمع عمالي يدخل ضمن الحراك السياسي للحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة. لكن العارفين بخبايا كواليس مؤسسة أرسيلور ميتال يجمعون على أن زيارة الرجل الأول للمركزية النقابية لن يخلو من التعرض لقضايا أخرى شائكة لا علاقة لها بالحملة الانتخابية أهمها، الحرب غير المعلنة بين الأمين العام السابق لنقابة المؤسسة عيسى منادي وغريمه الحالي إسماعيل قوادرية، نار بدأ دخانها يلوث أجواء المركب الصناعي الذي تهزه منذ أيام فضائح مالية واقتصادية خطيرة، كشف معظمها الأمين العام الحالي لنقابة مؤسسة أرسيلور ميتال تمتد للسنوات الأولى من عمر الشراكة الجزائرية الهندية. ويجمع المتتبعون للشأن الداخلي لمؤسسة أرسيلور ميتال بعنابة على أن الفضائح المالية والاقتصادية التي هزت المؤسسة خلال الأيام القليلة الماضية بدءا بالمؤسسة الهندية المتخصصة في استرجاع المنتوجات الفولاذية والحديدية" قراند وركس سميث" التي يوجد مسؤولوها رهن الحبس الاحتياطي وبعدها المؤسسة التركية العاملة في مجال نقل الفحم الحجري والمواد المنجمية من منجم الونزة إلى مركب الحجار لم تكن لتطفو إلى السطح لولا وجود صراع حقيقي بين بعض القيادات النقابية بالمؤسسة، وإن كان خفيا، خاصة بين عضو المجلس الشعبي الوطني ورئيس اتحاد مدينة عنابة عيسى منادي وصديق الأمس الأمين العام للمجلس النقابي للمؤسسة الذي غادر إدارة الاتحاد العنابي بعد ملاسنات كلامية بينه وبين رئيس الاتحاد الذي اتهم هذا الأخير ب"التخلاط" داخل أروقة النادي، مما حدا بالمهندس إسماعيل قوادرية إلى مغادرة فريق بونة وتفضيله تنشيط الحملة الانتخابية للمترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة بعنابة. في سياق متصل أكدت إطارات نقابية وإدارية متقاعدة ل" اليوم" أن العلاقة بين الرجلين لم تكن دائما "سمنا على عسل"، خاصة وأن الرجلين يسيران إحدى أهم النقابات العمالية على المستوى الوطني بوعاء عمالي يناهز 7 ألاف عامل من جهة وما يمثله مركب الحجار من ثقل اقتصادي كبير داخل النسيج الاقتصادي الوطني كان قبل بدء الشراكة يمثل أحد الرموز السيادية للدولة الجزائرية وهو ما خلق حالة من التنافس المعلن حينا والخفي أحيانا بين رجل يمتلك قوة المال وتحريك الآلاف من أبناء عنابة الممثلين أساسا من أنصار الاتحاد المحلي وبين أخر حامل لرصيد علمي معتبر وشهادة مهندس دولة مكنته على ما يبدو من خلط الكثير من الأوراق على الساحة الرياضية والنقابية وحتى السياسية بالولاية. وبالرغم من أن الصراع بين منادي وقوادرية كان يتسم دائما بالسرية المطلقة إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأ يأخذ أشكالا علنية أصبحت حديث الشارع العنابي، خاصة وأن الولاية تشهد حراكا سياسيا كبيرا في إطار الحملة الانتخابية لرئسيات التاسع من أفريل الجاري تتزعمها حملة المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة الذي سيحل ضيفا اليوم على عنابة وهو ما أجج مرة أخرى حالة الاحتقان والتنافس بين الرجلين وأدى إلى رفع الحصانة عن أشياء كانت قبل سنوات ضمن دائرة الممنوعات والمحرم الخوض فيها. ويعتقد بعض المقربين من البرلماني عيسى منادي والزعيم النقابي إسماعيل قوادرية أنه في حالة فشل الأمين العام للمركزية النقابية في رأب الصدع بين الطرفين فإن ممنوعات أخرى تتعلق بالنشاط الاقتصادي والاجتماعي داخل مؤسسة أرسيلور ميتال قد تطفو على السطح وتهدد بكشف المستور و الإطاحة برؤوس كانت لوقت غير بعيد يشار إليها بالبنان. حميد.ب مقتدية بتجربة الرئيس الفنزويلي تشافيز حنون تتعهد بإعادة تأميم مركبي الحجار وأسميدال تعهدت مترشحة الانتخابات الرئاسية المقبلة لحزب العمال لويزة حنون بإعادة تأميم مركبي الحجار و"أسميدال" في حالة فوزها في الاستحقاق الرئاسي للخميس المقبل. وقالت حنون في تجمع نشطته بقاعة المسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" بعنابة في إطار الحملة الانتخابية إنها في حاجة إلى تفويض شعبي قوي يمكنها من اتخاذ قرارات جريئة كإعادة تأميم ما استنزف من القطاع الصناعي العمومي الذي وصفته بالسيادي، مشيرة في هذا الصدد إلى مركبي الحجار و اسميدال، مقتدية في هذا الشأن بما أسمته بالتجربة الشجاعة والسيادية للرئيس الفنزويلي الحالي الذي يستمد قوته من الدعم الشعبي. واعتبرت حنون أنه بعد أن كانت أولويات الأمس تتمثل في"معالجة المأساة الوطنية واسترجاع السلم" فإن المرحلة الحالية "تستلزم شن حرب ضد التفسخ الاجتماعي والاقتصادي الحاصل في البلاد"، مذكرة في هذا السياق باعتراف الدولة بفشل سياسة خوصصة المؤسسات بعد فقدان قالت 40 بالمائة من مناصب الشغل بمركب الحجار وغلق 1500 مؤسسة عمومية، فضلا عن "انتهاج حلول ظرفية لمعالجة مشكل البطالة الهجرة السرية والحرقة، معتبرة إقبال الشباب عليها "مغامرة سببها السياسة الاقتصادية المنتهجة"، مضيفة أن حل هذه المعضلة ممكن في البلاد شريطة تحقيق القطيعة مع "الحقرة" وتكريس الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، محذرة من النتائج السلبية المتعلقة بعمليات تنفيذ البرامج التنموية الضخمة التي أسندت إلى الشركات الأجنبية في إشارة إلى الشعب الأصفر القادم من دول قارة أسيا والتي لجأ البعض منها أي الشركات إلى توظيف المساجين وطرد العمال الجزائريين. هذا وانتقدت حنون ممارسات الإدارة التي تتدخل في حملة مرشح معين للرئاسيات المقبلة معتبرة أن هذه الإدارة "ما تزال حبيسة الحزب الواحد" قبل أن تدعو الحضورإلى جعل اقتراع 9 أفريل 2009 موعدا تاريخيا لإحداث القطيعة مع هذه الذهنيات. من جهة أخرى وخلال زيارتها لسدراتة بولاية سوق أهراس تعهدت مرشحة حزب العمال لرئاسيات بإقرار تقسيم إداري جديد إذا تم انتخابها على رأس البلاد. حنون بالتكفل بملف ترقية مدينتهم إلى مصف ولاية هذا والتزمت المترشحة واعتباره من الأولويات. كما اعتبرت أنه آن الأوان لإحداث القطيعة مع إيديولوجية و سياسة الحزب. كما تطرقت المرشحة لباقي الخطوط العريضة لبرنامجها الإنتخابي الذي يحمل في طياته إصلاحات سياسية واقتصادية لا يمكن أن تتجسد إلا في كنف النظام الاشتراكي. برنامجي يهدف إلى تحسين القدرة الشرائية للمواطن أكدت لويزة حنون أن برنامجها الانتخابي يهدف إلى تحسين القدرة الشرائية للمواطن ولدى استعرضها الخطوط العريضة لبرنامجها الإنتخابي خلال تجمع شعبي حضرها العديد من مناضلي تشكيلتها السياسية أن هذا البرنامج يرتكز أيضا على إعادة فتح المؤسسات التي تم غلقها و إنشاء مؤسسات جديدة بما يضمن توفير العديد من مناصب الشغل خاصة بالنسبة لخرجي الجامعات مشيرة إلى أن هناك "أكثر من 3 ملايين متخرج من الجامعة هم الآن بدون عمل وأضافت أن البرنامج سيضمن كذلك إنشاء صناعة ثقيلة من شأنها أن تلعب دورا في تنمية الاقتصاد الوطني واستغلال الثروات التي تزخر بها البلاد والأموال المودعة في البنوك الخارجية.