ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن فرنسا تدرس إجراءات استقبال جزائري من سجناء معتقل غوانتنامو بعد أن قرر الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما التخلص منه قبل جانفي 2010. وأضافت الوكالة أن جزائريين اثنين تمت تبرأتهما من قبل العدالة الأمريكية، و هما قابلان للاستفادة من الحرية منذ نهاية نوفمبر، و يتعلق الأمر بالمدعو لخضر بومدين، 42 سنة وصابر لحمر 39 سنة. ولم توضح وكالة الأنباء الفرنسية ما إن كان استعداد السلطات الفرنسية لاستقبال أحدهما، بناء على طلب خاص من المعني بالأمر، أم باقتراح من الإدارة الأمريكية، أو تطوعا من السلطات الفرنسية نفسها لغاية ما، علما أن حكومة "فرانسوا فيون" تشدد الخناق على كل أنواع الهجرة وتمارس الإنتقائية في استقبال الوافدين إليها وذلك بناء على تعليمات الرئيس ساركوزي نفسها منذ أن كان وزيرا للداخلية. وكانت السلطات الجزائرية قد أبدت على لسان وزير العدل الطيب بلعيز، في وقت سابق كامل استعدادها لاستقبال الرعايا الجزائريين الذين اعتقلوا ظلما في غوانتنامو، وقد عاد بعضهم، ومنهم من فضل البقاء في البوسنة أين تقيم عائلاتهم. وصرح مسؤول أمريكي أن فرنسا تدرس إمكانية استقبال سجين جزائري بغوانتنامو، بحكم العلاقات التاريخية بين الجزائروفرنسا. ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس أوباما مع نظيره الفرنسي في لقاء ثنائي على هامش قمة الناتو، عشية اجتماع مجموعةال20 بلندن. ويعد لخضر بومدين وصابر لحمر من بين الجزائريين الست الذين تم اعتقالهم في البوسنة في أكتوبر 2001 من قبل القوات الأمريكية، وهم من الدفعات الأولى التي أودعت معتقل غواتننامو في جانفي 2002 بعد اتهامهم بمحاولة تفجير سفارة أمريكا بسراييفو، وهي تهمة لم تتأكد وعجزت إدارة بوش عن تقديم أي دليل. ولعل الملفت للإنتباه أن صفقة استقبال الرعايا الجزائريين من طرف السلطات الفرنسية تتزامن مع العودة الرسمية لهذه الأخيرة إلى حلف الناتو، وربط عملية التسليم بوجود علاقات تاريخية بين فرنساوالجزائر، مما يوحي أن عودة فرنسا إلى التحالف العسكري بقيادة أمريكا كان مرهونا بالاعتراف بصلاحيات ودور أوسع لفرنسا في منطقة المغرب العربي.