قبل أسبوعين من موعد الانتخابات الرئاسية في روسيا، صعّد رئيس الوزراء فلاديمير بوتين لهجته مع الغرب، متعهداً بإعادة تسليح شامل للجيش الروسي في "مواجهة تحديات الغرب والأطلسي"، وذلك عبر أضخم برنامج للتسلح في البلاد منذ عقود طويلة قيمته 23 ألف بليون روبل (782 بليون دولار)وحسب صحيفة "الحياة"، توج بوتين حملته الشديدة اللهجة على الغرب بنشر مقال في صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الرسمية، حدد فيه أولويات عمله كرئيس مقبل، مؤكداً أن "إعادة تسليح روسيا أصبحت ضرورية لمواجهة سياسة الولاياتالمتحدة والحلف الأطلسي في مجال الدفاع الصاروخي، ما يفرض عدم تخلينا عن قدراتنا للردع الاستراتيجي والتي تشكل الضمانة الأساسية لأمننا"، في إشارة إلى السلاح النووي والصواريخ العابرة للقارات والمقاتلات والغواصات،وشدد بوتين على أن بلاده "لن تظهر أي ضعف في هذه المرحلة الحاسمة التي تتطلب تعزيز نظامنا الدفاعي الجوي والفضائي".وأشارت "الحياة" إلى ان بوتين نبه إلى "خطأ" اعتبار إعادة إحياء المجمع العسكري الروسي الصناعي "عبئاً على الاقتصاد وثقلاً لا يحتمل أدى إلى إفلاس الاتحاد السوفياتي سابقاً"، مؤكداً أن روسيا "لن تسمح بتكرار مأساة عام 1941 حين دفعنا حياة أعداد هائلة من الناس ثمناً لعدم الاستعداد للحرب".كما حمل بعنف على السلطات الروسية التي تسلمت الحكم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، معتبراً أنها "خانت الجيش وصناعة الدفاع في التسعينات من القرن العشرين، عبر تقليص أو وقف دعم القوات المسلحة ومجمع الصناعات العسكرية".وتلحظ خطة بوتين تزويد الجيش الروسي خلال السنين العشر المقبلة أكثر من 400 صاروخ متطور عابر للقارات، و8 غواصات مخصصة لحمل صواريخ نووية، ونحو 20 غواصة متعددة المهمات، وأكثر من 50 سفينة قتالية، ونحو مئة قمر اصطناعي عسكري، وأكثر من600 طائرة حديثة بينها مقاتلات من الجيل الخامس، إضافة إلى ألف مروحية و2300 دبابة ونحو ألفي مدفع وأكثر من 17 ألف آلية عسكرية، وتطوير أنظمة صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى،وأوضح بوتين أن الأسلحة الجديدة المطلوبة ستصنع في روسيا، فيما سيستخدم الجيش نماذج عتاد عسكري أجنبي للاطلاع عليه، وحض المصانع المحلية على التحديث،وذكرت "الحياة" أن بوتين تطرق بطريقة غير مباشرة إلى التطورات في الشرق الأوسط، كاتباً "العالم يتغير بسرعة، ومسارات العولمة تخفي أخطاراً متنوعة، فيما الأزمة الاقتصادية والهزات التي تشهدها مناطق من العالم تشجع بعضهم على حل مشاكله على حساب آخرين باستخدام وسائل الضغط العسكري".ولفت بوتين إلى ما وصفه بأنه "بروز قوى هدّامة في بعض مناطق العالم، تهدد أمن الشعوب"، معتبراً الدول التي "تحاول تصدير الديمقراطية ولا تتوانى عن انتهاك القانون الدولي وسيادة الدول من أجل ذلك، حليفة لهذه القوى". الجزائر-النهار اولاين