للمرة الثانية، سيمنح البنك المركزي الأوروبي اليوم الأربعاء قروضا على ثلاث سنوات لمصارف منطقة اليورو في مناورة تهدف إلى ضمان استقرار النظام المالي الأوروبي ويفترض أن تحقق نجاحا كبيرا،وكان 523 مصرفا في منطقة اليورو طلب وحصل في نهاية ديسمبر على ما مجموعه 489 مليار يورو في أول عملية من نوعها، وبفائدة تاريخية لا تتجاوز الواحد بالمائة،ويتوقع الاقتصاديون أن تصل قيمة القروض إلى حجم مماثل بل أن بعضهم تحدث عن ألف مليار يورو،وأغلق البنك المركزي الأوروبي عمليا أمس الثلاثاء الباب أمام المصارف اليونانية بإعلانه انه لن يقبل بعد اليوم سندات الدين الصادرة عن أثينا كضمانة لعمليات الإقراض بعد تخفيض جديد لتصنيف اليونان من قبل وكالة ستاندارد أند بورز،وكانت وكالة التصنيف المالي الأميركية هذه رأت أن اليونان باتت في حالة "تخلف اختياري" عن الدفع بعد موافقة المصارف على إلغاء أكثر من نصف ديونها بموجب الخطة الأوروبية الثانية لإنقاذ البلاد من أزمتها المالية،وأضافت الوكالة أنها ستعيد رفع تصنيف اليونان بعد إتمام عملية الإنقاذ قرابة أواسط مارس، لتصبح في مستوى الدول التي تواجه مخاطر فعلية بعدم الدفع،وتفيد تقديرات نشرها مصرف ناتيكسيس أن استبعاد المصارف اليونانية من العملية يخفض الطلب الإجمالي للقروض بمقدار حوالي 45 مليار يورو،وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي أن عملية توزيع السيولة الأولى سمحت "بمنع أزمة دبن كبرى" كان يمكن أن تفاقم المشاكل المرتبطة بالنمو في منطقة اليورو،لكن المصارف لا تؤدي اللعبة بالكامل،فهي تحصل على السيولة بفوائد منخفضة لكنها تتحفظ على إقراض المال حتى أن بعضها يحتاج إلى إعادة تمويل وتعزيز موجوداته ليحقق بعض الالتزامات المطلوبة قبل نهاية جوان المقبل.