أبدت دول أوروبية عدة قلقها اليوم الاثنين، بعد النتيجة التاريخية التي حققها اليمين المتطرف الفرنسي المشكك بأوروبا في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، ما يؤكد اتجاها قويا يسجل في دول عدة من الاتحاد الأوروبي.واعتبرت المستشارة الألمانية انغيلا مركيل أن نتيجة اليمين المتطرف الفرنسي في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية تثير القلق كما قال احد المتحدثين باسم الحكومة الألمانية مؤكدا في مؤتمر صحافي أسبوعي اليوم الاثنين أن مركيل تواصل دعمها للرئيس نيكولا ساركوزي لكنها ستعمل مع أي رئيس فرنسي منتخب كما قال.وعبر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي من جهته في بيان عن ارتياحه لرؤية "مرشحين ديمقراطيين مشهود لهما" هما الاشتراكي فرنسوا هولاند وساركوزي في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية.وقال "أمر جيد أن يكون هناك مبارزة بين مرشحين ديمقراطيين مشهود لهما ملتزمين بأوروبا والصداقة الفرنسية الألمانية".وأضاف فسترفيلي "أن الشراكة الفرنسية الألمانية هي احد المفاتيح لمستقبل أوروبا" مؤكدا أن "ألمانيا ستسعى إلى التعاون بشكل وثيق مع أي رئيس ينتخبه الشعب الفرنسي".وتم التعبير عن هذا القلق أيضا على هامش اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في لوكسمبورغ.فحمل وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جزءا من مسؤولية نجاح مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن من خلال خياره تركيز حملته على الحدود الأوروبية التي يعتبرها غير مضبوطة بشكل محكم، وعلى ضبط الهجرة.وقال اسلبورن وهو اشتراكي "أن كررنا كل يوم أن علينا تغيير شنغن وانتهاج سياسة هجرة متشددة والتحدث عن الاستثناء الفرنسي، كل ذلك سيصب في مصلحة الجبهة الوطنية".وقال وزير الخارجية الدنماركي فيلي سوفندال الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حتى نهاية جوان المقبل، أن نتيجة التصويت "مقلقة للغاية"، معتبرا أنها تندرج في إطار اتجاه عام في أوروبا تجسد أيضا من خلال صعود أحزاب سياسية مماثلة في الدنمارك وفنلندا.وعبر وزير الخارجية السويدي كارل بيلد أيضا عن "قلقه من هذا الشعور الذي نلاحظه ضد قيام مجتمعات منفتحة وأوروبا منفتحة. أن ذلك يقلقنا وليس فقط في فرنسا".وتحدث نظيره النمساوي مايكل سبيندلغير عن "نتيجة حاسمة ل(مارين) لوبن" التي "ينبغي أن تدفعنا للتفكير" فيما اعتبر نظيره البلجيكي ديدييه رندرز أن "اندفاعة اليمين المتطرف" في فرنسا وأماكن أخرى في أوروبا "تثير دوما القلق في أوروبا".وأضاف "يجب التيقظ جدا لذلك".وأفادت النتائج شبه النهائية للدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية أن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن احتلت المرتبة الثالثة مع حصولها على 18.01% من الأصوات. وهي بذلك تحقق نتيجة غير مسبوقة من حيث عدد الأصوات لحزبها الذي يدعو خصوصا إلى استفتاء حول الخروج من منطقة اليورو.