وقعت الجزائر والمملكة المغربية اليوم الثلاثاء، على مذكرة تفاهم في مجال التربية والتعليم يعمل على أساسها الطرفان على تعزيز علاقات التقارب والتعاون بينهما، من خلال تبادل المعلومات والخبرات.ويخص هذا التبادل تطوير المناهج التربوية وتقويمها وإعداد الكتاب المدرسي وصناعته ونشره وتصنيع الوسائل التعليمية واستعمالها وتطويرها، إضافة إلى تكوين هيئة التدرسي وسلك التطاير التربوي والإداري وتأهيلهما في كلا البلدين. كما يتضمن مجال التعاون تدريس اللغات الأجنبية والمواد العلمية والتكنولوجية والمقاربات البيداغوجية وتعليمية (ديداكتيك) المواد وحكامة المنظومة التربوية على أن يؤسس القطاعان لجنة عمل مشتركة دائمة للتعاون التربوي تكلف بتنفيذ بنود هذه المذكرة. واتفق الطرفان أيضا على دراسة الإمكانيات المتاحة لتفعيل التقارب بين البرامج التعليمية للبلدين في مختلف المواد الدراسية على ان يعهد هذا الأمر إلى فريق عمل تشكله اللجنة المشتركة الدائمة للتعاون التربوي. وسعيا إلى "توطيد دعائم التعاون التربوي بين الجزائر والمغرب في سياق متميز بإرادة قادة البلدين لإعطاء دفع قوي ونفس جديد لعلاقات التعاون الثنائية" يشجع قطاعا التربية في الجزائر والمغرب -وفق المذكرة- إرساء شراكات تربوية بين المؤسسات التعليمية ومراكز التكوين والبحث في البلدين وكذا تبادل الزيارات بين وفود التلاميذ والمؤطرين التربويين. وتقضي نفس الوثيقة أيضا بان يعمل القطاعان على تنظيم ندوات تربوية وملتقيات علمية مشتركة وإقامة معارض مدرسية وتظاهرات رياضية بالإضافة إلى تبادل التجارب والخبرات في مجال تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة والإرشاد والتوجيه المدرسي والتعليم والتكوين عن بعد ومحو الأمية والارتقاء بالتعليم الخاص. ويشمل التبادل في نفس الإطار مجالات الكتب والدراسات والبحوث والمطبوعات والمجلات والمناهج الدراسية والبرامج التكوينية والنصوص القانونية المنظمة للمنظومتين والنشرات الإحصائية. وتضمن الاتفاق الذي وقع عليه وزير التربية الوطنية بو بكر بن بوزيد ونظيره المغربي محمد الوفا من جهة أخرى تبادل المعلومات فيما بين اللجنتين الوطنيتين للتربية والعلوم والثقافة في كلا البلدين والتنسيق للمشاركة في وضع مسودات القرارات المقدمة للمؤتمرات العامة لمنظمات اليونيسكو والاسيسكو والاليسكو. وبالنظر إلى "أهمية تطوير جودة التعليم والارتقاء به إلى أعلى المراتب لما فيه خير الناشئة المغاربية الصاعدة" فقد اتفق الجانبان على تشجيع المؤسسات التعليمية على إقامة علاقات ثنائية فيما بينها بهدف التوأمة والتراسل وتبادل وفود التلاميذ للمشاركة في المخيمات التربوية التي يقيمها كل بلد. وبالمناسبة نوه بن بوزيد بأهمية هذه المذكرة التي توجت الزيارة الناجحة التي قام به الوزير المغربي للجزائر مؤكدا بان قطاع التربية سيسهام لا محالة في بناء مستقبل زاهر بين الشعبين الجزائري والمغربي على أساس روح التضامن والتعاون الموجودة بينهما. وشدد الوزير على ضرورة استغلال القدرات والإمكانيات التي يتوفر عليها كلا البلدين خدمة لمصلحة الشعبين وبناء لصرح المغرب العربي الموحد الذي "نطمح جميعا لتجسيده على ارض الواقع". وأكد السيد بن بوزيد في نفس السياق أن الجزائر "مستعدة للعمل جاهدة لتقوية العلاقات بين البلدين".أما الوزير المغربي للتربية فقد قال بان المنظومة التربوية "لا بد أن تشكل مجالا نجمع من خلاله ونلاقي بين رجالات التربية وبين التلاميذ في البلدين" مؤكدا في نفس الوقت بأن لدى العاهل المغربي الملك محمد السادس "إرادة أكيدة لإعادة بناء العلاقات الأخوية بين البلدين".و قال الوفا انه "لدينا مسؤولية سياسية وتاريخية تجاه الأجيال الصاعدة من خلال بناء منطقة مغاربية موحدة وقوية مغرب عربي موحد" مشيرا إلى أن الجزائر والمغرب "مدعوان إلى الانخراط في هذا العالم في سياق الوحدة والتضامن وهو ما يضمن لهما --كما قال-- مواجهة مختلف التحديات التي يفرضها هذا العالم".للإشارة فقد توج التوقيع على هذه المذكرة زيارة الوزير المغربي للتربية إلى الجزائر التي تميزت باستعراض أوجه التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات التربوية التعليمية وسبل تطويرها. وكانت الزيارة من جهة أخرى فرصة زار خلالها المسؤول المغربي عدة مؤسسات ومعاهد تربوية وتحادث مع مسؤولين جزائريين. كان وزير التربية المغربي قد حل أول أمس الأحد بالجزائر بدعوة من نظيره الجزائري بو بكر بن بوزيد.