بدأ الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي فرض سلطته عبر السيطرة على سلاح الجو والحرس الرئاسي، الأمر الذي يؤكد ترسيخ صلاحياته في بلد يمر بمرحلة انتقالية.وقال احد الدبلوماسيين أن قرارات هادي فاجأت معسكر الرئيس السابق علي عبد الله صالح وكذلك بعض الأوساط السياسية والعسكرية التي أبدت شكوكا بقدراته كرئيس للدولة. وأضاف رافضا ذكر اسمه "لقد اعتقدوا جميعا أن بإمكانهم التأثير عليه والحصول على ما يريدون. لكنه يرفض أن يكون بتصرف أي جهة، فقد بدا بفرض نفسه".وقد أعلن مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر الخميس أن ابن شقيق صالح رئيس الحرس الجمهوري قدم استقالته بعد أن رفض القيام بذلك طوال شهر من قرار اتخذه هادي ويقضي بإقالته.والعميد طارق محمد عبد الله صالح كان الضابط الثاني الذي يغادر منصبه بعد العميد محمد صالح الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس السابق وقائد سلاح الجو الذي وافق على إقالته في 24 الشهر الماضي.إلا أن معركة إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية التي ينص عليها اتفاق أدى إلى تخلي صالح عن السلطة بعد 33 عاما في الحكم، لم تنته بعد.وتنتشر قوات الحرس الجمهوري التي يقودها النجل الأكبر للرئيس السابق العميد احمد علي صالح في التلال التي تحيط بالعاصمة صنعاء.وما يزال إبدال صالح مستبعدا والأمر ذاته بالنسبة لضابطين آخرين من أبناء أخوة الرئيس السابق يتوليان رئاسة جهازي مكافحة الإرهاب، والأمن الوطني. لكن سيطرة صالح ما تزال طاغية على الأجهزة الأمنية حيث يسيطر العشرات من أبناء قبيلته على مناصب مهمة داخل هذه الأجهزة، ما يبقي على التوتر في العاصمة.وقال اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرعة بينما كان في مقره في صنعاء "هناك من يريد عرقلة المرحلة الانتقالية".وقد انضم الأحمر، بين أكثر الضباط نفوذا في اليمن، إلى حركة الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت العام الماضي في خضم الربيع العربي وخاض جنوده طوال اشهر عدة مواجهات عنيفة مع القوات الموالية للرئيس السابق.واعتبر أن صالح الذي حصل على الحصانة مقابل قبوله التخلي عن منصبه يجب أن يغادر البلاد.وقال في هذا الشأن "سيكون ذلك أفضل وإذا كان يحب اليمن وأهله فيجب أن تتبع أفعاله كلماته".وحذر الأحمر صالح من "التدخل" في شؤون الحكومة قائلا أن "امن واستقرار اليمن يتطلبان تطبيق قرارات الرئيس دون أي تأخير".من جهته، يوجه رجل الأعمال حميد الأحمر، ابن إحدى اكبر قبائل اليمن، انتقادات حادة للمؤيدين للرئيس السابق قائلا "يعتقدون أنهم يملكون الجيش والدولة، وأنهم يتخلون عنهما مؤقتا لكي يعودوا في وقت لاحق".وتجول دوريات مسلحة الحي حيث يسكن شقيقه صادق زعيم القبيلة الذي يتولى قيادة ميليشيا خاصة.ويتقاسم قادة الميليشيات أحياء العاصمة ما يشكل امتحانا لقدرات هادي في المضي قدما في عملية إعادة هيكلة القوات الحكومية وهي مرحلة أساسية في المرحلة الانتقالية في البلد الفقير ذي التكوين القبلي.لكن سلطان البركاني المسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام المؤيد للرئيس السابق يقول أن إعادة هيكلة الجيش "لا تعني سحب العناصر إنما إعادة تشكيل المؤسسة بمجملها".